بقلم - مشعل السديري
كتب شاب عربي في صفحته بـ(فيسبوك) كلاماً منيلاً مثل وجهه، ويقول (النابغة): كنت نزيلاً في أحد الفنادق الـ5 نجوم باليابان، وبينما أنا في المسبح الذي لم يكن فيه أحد غيري تبوّلت تحت الماء، عمل جهاز الإنذار وحضر العمال وأخرجوني من المسبح وأفرغوا الماء ونظفوه، بعدها سلمني موظف الاستقبال جواز سفري طالباً مني مغادرة الفندق، غادرت الفندق وكلما دخلت فندقاً آخر يطلع موظف الاستقبال على جواز سفري ويقول لي: آسف أنت الذي (.....) ولا يسمح لي بالنزول، حاولت في عدة فنادق وكانت نفس المعاملة فلجأت إلى السفارة التي بدورها نصحتني بفندق ليس فيه مسبح وعند مغادرتي لليابان قال لي موظف الجوازات بعد أن ختم جواز سفري: أرجو أن تكون استفدت من الدرس.
ولو كان أمامي لا أدري ماذا أرد عليه؟! ولكنني متأكد أنه سيتلعثم ثم يتبلّم ولن ينبس ببنت شفة، لأنه متعود على ذلك كبقية المستهترين، والحمد لله أنني لا أعرفه ولم يكن أمامي، ورغم أن مَن يعملونها في البحر هم أهون منه، فإنني في نفس الوقت أشن عليهم الحملات وأحتقرهم.
**
يعيش سكان مدينة أسترالية في بيوت تحت الأرض لا يظهر منها سوى مداخنها المتناثرة بمناطق متفرقة، وتعتمد مدينة (كوبر بيدي) على التعدين؛ إذ تستخرج منها أستراليا 95 في المائة من حجر (الأوبال) الكريم الذي تصدره لدول العالم، وهو مصدر الدخل القومي الأساسي للمدينة.
وبنى سكان كوبر بيدي 1500 مسكن وكنيستين وفنادق ومتاجر، يمكن الوصول إليها عبر مداخل فوق الأرض، وكانت البداية عام 1915، عندما بنى عمال المناجم بيوتاً تحت الأرض هرباً من الحرارة المرتفعة، التي تصل أحياناً إلى 51 درجة مئوية.
أعجبتني فكرة هذه المدينة وتنفيذها، ولو قدر لي قريباً أن أذهب إلى أستراليا، فلن أتردد في الذهاب إليها والسكن في فنادقها، وأعتبرها (بروة) للسكن الدائم تحت الأرض.
**
في أحد الطرق السريعة في أميركا، توفي ثلاثة من رجال الإطفاء، كما أصيب شخص رابع كان داخل سيارة الإطفاء، وكانت سيارة الإطفاء متوجهة لإنقاذ كلب ضال شوهد على الطريق السريع، وتفترض الشرطة ووكالة الإطفاء أن سائق الشاحنة قد اصطدم بسيارة الإطفاء بسبب نومه في أثناء القيادة، وشيعوهم كما يُشيعون الأبطال المحاربين، والشيء الغريب أنهم أثناء تشييع الجنائز، تفاجأوا بالكلب الضال الذي ذهبت الضحايا بسبب البحث عنه، وهو ينظر لهم من بعيد، ويهز ذيله.