بقلم : مشعل السديري
افتُتحت حديقة الحيوان المصرية بالجيزة عام 1891، وكانت فيها سلحفاة يناهز عمرها 130 ربيعاً، وعاصرت ودُفن قبلها كل من تعاقبوا على حكم مصر وهم:
الخديو توفيق إسماعيل، والخديو عباس حلمي، والسلطان حسين كامل، والملك فؤاد، والملك فاروق، ومحمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات، وحسني مبارك، ومحمد مرسي.
وقبل أربعة أعوام، أعلنت حديقة الحيوان أن السلحفاة توفيت عن عمر يناهز 270 عاماً.
وأكد رئيس الحديقة أن السلحفاة نفقت متأثرةً، لأن ليس معها رفيق يؤنسها!
**
أخفى رجل أربعيني على مدى أربعة أعوام جثة والده في مخبأ في أحد جدران منزله، من أجل الاستمرار في قبض معاشه التقاعدي، وعُثر على جثة الوالد الذي تفيد المعلومات الأولية بأنه توفي عن 83 عاماً، في منزل في مدينة سويباكو الصغيرة، وقد أخفى الجثة في غرفة الراحل، وأقفل بابها بالمفتاح وختمه بالسيليكون.
الذي طيَّر عصافير عقلي، أنه قضى السنوات الأربع وهو زبون دائم على (مرابع الليل) –أي بسط وهز وسط.
**
في أميركا نادٍ خاص لهواة المماطلة والتسويف وتأجيل عمل اليوم إلى الغد، وقد تأسس النادي في عام 1957، والهدف منه تأجيل كل شيء إلى الغد، أو ما بعد الغد، ولو أن أي عضو دفع الذي عليه في وقته، فإنه يُطرد من النادي فوراً، ويقول رئيس النادي: «ونحن نرى أن الهدف النهائي للتسويف، هو الحرب فلو أننا استطعنا أن نؤجل الحروب، فإننا نكون قد انتصرنا».
ولو أنني كنت في أميركا، فأول ما سأفعله هو أن أنتمي لذلك النادي، عن قناعة ما بعدها من قناعة.
**
الحيوانات الكبرى من السباع في حدائق الحيوان يجبرونها على الصوم يوماً كل أسبوع، ويؤكد الموكلون بالعناية بها أن هذا الصوم يحفظ صحتها ويردّ عنها الأمراض، ويقول الدكتور (سانغرادو)، إنه يجب على كل من تجاوز الأربعين من الناس أن يمارس هذا الصوم، وذلك لكي ينقّي جسمه من السموم المتخلفة من الطعام والشراب مدة الأسبوع.
ولقد تأثرتُ بنصيحة ذلك الدكتور، قائلاً بيني وبين نفسي: يعني الحيوانات تكون أفضل منّي؟! (فشر)، مستحيل، لهذا قررت أن أفعل مثلها، ولي الآن سنة ونصف، وأنا أصوم أربعة أيام في كل شهر، والحمد لله رب العالمين، لأنني أصبحت نشيطاً مثل العفريت (أطامر الجدران)، ولكنني أحياناً قليلة أشرب الموية من ورى الزير!