بقلم - مشعل السديري
هل تعلمون، يا رعاكم الله، أن الإبل تستطيع أن تشرب الماء المالح ولو من البحر الميت ولا يرتفع ضغطها، لأن كلاويها تفصل الماء عن الملح، فالجمل يستطيع أيضاً أن يأكل الأشواك ولا تتضرر معدته أو أمعاؤه لأن لعابه كالأسيد يذيب الأشواك فيأكلها كأنها خبز، لذلك أهل البادية إذا وقع الشوك على أيديهم أو أرجلهم وضعوا لعاب الإبل عليه فيذيب الشوك. والجمل له جفنان؛ جفن شفاف والآخر من لحم فيستطيع أن يمشي مع غبار الصحراء ولا تتضرر عيناه لأنه يغلق جفنه الشفاف فقط. وهو يستطيع أن يغير درجة حرارة جسمه فيرفع درجة حرارته إذا كان في أرض باردة جداً ويخفض درجة حرارته إذا كان في أرض شديدة الحرارة، وصدق المولى عندما قال: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت).
ويبدو لي أن أهل البادية في صحراء الجزيرة العربية قد أخذوا هذه الصفات عبر التاريخ من الجمال، فما أكثر ما اجتاحتهم الأوبئة، وما أكثر ما تشققت أرجلهم الحافية من الأشواك، وما أكثر ما كثح التراب والغبار في وجوههم وصمدوا، وكأني بلسان الواحد منهم يردد بينه وبين نفسه قائلاً: (يا جبل ما يهزك ريح)، والآن أحفادهم يعيشون (بالتبات والنبات)، بل إن بعضهم أصبحوا في مرابع الليل يتقنون رقصات (الجيرك) و(الكابوكي) و(الهولا) ويا قلبي لا تحزن.
***
تم القبض على موظفة بنك في الكويت، تختلس من حسابات العملاء الكسور الصغيرة (50 و25) فلساً، لتجمع في النهاية ثروة تفوق (3) ملايين دولار خلال أربع سنوات، والمضحك المؤلم في الموضوع أنه تم كشفها بالصدفة من عميل في حسابه أكثر من (20) مليون دينار - أي ما يساوي تقريباً أكثر من (65) مليون دولار - لأن أخانا بالله افتقد من رصيده (350) فلساً لا غير - وعمل منها قضية (وراسه وألف سيف) لا بد أن يسترجعها من البنك!!
واعذروني لو قلت لكم إنني تعاطفت مع تلك الموظفة، أكثر من ذاك المليونير الذي يستحق أن أطلق عليه اسم (قحطة)، وهو من النوع الذي (لا يملأ بطنه غير التراب).
***
إليكم هذه الطرفة (العبيطة):
امرأة من شدّة الغيرة طعنت زوجها في بطنه، بعد عثورها على صورة له مع فتاة حسناء، لتكتشف بعدها أن تلك الصورة هي لها مع زوجها عندما كانت شابة قبل ردح من الزمن، ولا يزال زوجها المسكين طريح الفراش في المستشفى يحن ويون و(يفالت) من شدة ألم الطعنة.