بقلم: مشعل السديري
رجل سعودي من سكان مكة صلى يوماً بالحرم وبعد الصلاة والذكر، أراد أن يتصدق لأحد عمال التنظيف بالحرم وهو (هندي) عمره بالخمسينات، فأخرج له عشرة ريالات، وقال له: (تفضل صديق)، فنظر لصاحبنا السعودي وابتسم وقال له: انظر إلى محفظتي، فإذا هي مليئة بكروت (الفيزا والماستر كارد)، وقال له: شكراً لا أحتاج إلى الصدقة، فسأله السعودي: عجباً من أنت وماذا تعمل هنا؟، قال الهندي: أنا بفضل الله أملك مجموعة من الفنادق في أنحاء الهند، وبين فترة وأخرى أطلب فيزا عمل مع الشركة المختصة في تنظيف الحرم، فأخصص ستة أشهر أعمل بها لله من دون مقابل، سائلاً المولى عز وجل أن يتقبل عملي. صُعق صاحبنا السعودي وهو يقول كأنني في حلم، وبعد البحث والتقصي اتضح له أن الرجل فعلاً (ملياردير) - يا عيني عليه - انتهى.
إنه درس لكل متكبر يتفاخر بسيارته وماله، الافتخار الحقيقي هو (بالعبادة)، كما قال تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ).
ولكن خليكم من هذا كله، وتعالوا معي للنقيض - أي (للشق والبعج) - واقرأوا معي الله يرضى عليكم:
أعلنت شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو) عن بيعها رقم هاتف مميزاً إلى رجل أعمال إماراتي مقابل أكثر من 8 ملايين درهم، وأوضحت الشركة أنها أقامت مزاداً على 70 رقماً مميزاً توزعت على أربع فئات مختلفة، هي: (الذهبية، الماسية، البلاتينية، والبلاتينية بلس)، مضيفة أن ذلك الملياردير حصل على رقم الهاتف المتحرك الأكثر تميزاً على مستوى دولة الإمارات، وخطر على بالي أن أدق وأتصل على ذلك الرقم، ولكنني بصراحة (خفت)، قائلاً بيني وبين نفسي: (الفكّة من جحا غنيمة).
***
واحد (رغاي) لا يتعب من كثرة الكلام، ولا (ينزلّي من زور)، أراد أن يدوشني ويتفلسف على نافوخي قائلاً لي من دون أن أسأله:
أفضل لأهل العراق تعيين رئيس وزراء شيعي، أبوه سنّي، أمه مسيحية، متزوج كرديّة، مولود في إيران، اشتغل بالسعودية، عنده جنسية أميركية، يشرب بالليل ويصلّي بالنهار.
ساعتها لم أملك إلا أن أصيح بوجهه قائلاً له: اخرس واغرب عن وجهي ثكلتك أمك.
***
شاهدت صورة قديمة لمراسم استقبال دولة إثيوبيا للرئيس الأميركي السابق (أوباما)، ومن المعتاد أن يتم استخدام السجاد الأحمر السادة الذي يظهر في مراسم الاستقبال الرسمية في جميع أنحاء العالم.
غير أنهم للأسف خرجوا عن العرف، واستقبلوه بسجادة الصلاة في المساجد ذات الطابع الإسلامي - لا حول ولا قوة إلا بالله.