بقلم -مشعل السديري
لا يهمني من يفوز أو يخسر في الانتخابات الأميركية القادمة عام 2024، ولكنني أريد أن أسلط الضوء على ما يتمتع به أي رئيس سواء كان ديمقراطياً أم جمهورياً، من طول الإجازة التي لا يحصل على ربعها أي موظف في القطاع العام أو الخاص، فالسفر والخروج في إجازات هما في العادة موضوع انتقاد شائع للرؤساء الأميركيين من الطرفين.
وقد رصدت الصحافة الأميركية إجازات الرئيس الأميركي جو بايدن التي قضاها وهو في منصبه وقد بلغت 360 يوماً حتى الآن، وهو ما يقرب من 40 في المائة من إجمالي الوقت الذي قضاه على رأس عمله رئيساً لأميركا –هذا فقط خلال ثلاثة أعوام - والكارثة أنه استمر في عطلته أمام البحر ولم يقطعها في الوقت الذي كانت منطقة في مقاطعة (هاواي) تحترق، وراح ضحيتها مئات القتلى، وقد فعل ذلك بعد أن واجه أسبوعاً صعباً من أخذ قيلولة في المكتب البيضاوي وربما توقيع ورقة هنا أو هناك.
وفي هذا السياق وجدت دراسة استقصائية لمؤسسة راسموسن مؤخراً أن معظم المشاركين في الدراسة لا يعتقدون أن الرئيس لا علاقة له بالأمور المشبوهة التي تتهم عائلته بها بعد أن أنكر مرة أخرى أن يكون متورطاً في تعاملات ابنه التجارية في الخارج.
كما لا ننسى أنه يجب أن يختبئ في الوقت المناسب لتفادي الصحافيين قبل أن يطرحوا عليه أسئلة حول الكوكايين (الغامض) الذي عثر عليه في البيت الأبيض، ويشار أيضاً إلى أن سفرات بايدن المتكررة إلى ولاية ديلاوير تصنف على أنها رحلات عمل، كما أن دونالد ترمب كان تحدث بالمثل عن زياراته إلى مقر إقامته في مار لاغو، قائلاً: لا أود أن أكون رئيساً يأخذ إجازات –إلاّ إذا كان الذهاب إلى ملاعب الغولف لا تعتبر من الإجازات، فهذا نشاط آخر.
وسبق أن دونالد ترمب كان أمضى 132 يوماً خارج البيت الأبيض خلال فترة رئاسته بأكملها –وهي فترة معقولة نوعا ما.
غير أن بوابة «بريتبارت» الأميركية أشارت بلهجة متهكمة إلى أن الرئيس بايدن كان في إجازة على وجه الخصوص حين وصلت حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، وهو بشكل عام قضى أوقاتاً في إجازات أكثر من جميع الرؤساء الأميركيين في السنوات الأخيرة.
وإذا تركنا الرؤساء الأميركان على جنب، فالرئيس الروسي بوتين يفضل قضاء إجازته بممارسة السباحة وصيد الأسماك والتجول في غابات سيبيريا، وأهم من ذلك، ممارسة المصارعة العنيفة –فمين أشطر من مين؟!