بقلم: مشعل السديري
(عود على بدء)، فيوم الأحد السابق كتبت عن الدولة التي لها حل، وأقصد بها الصين التي (توحمت والدتها على سوسة) - من ناحية السرعة وتحطيم سرعة الصوت بالسرعة القصوى أكثر وأكثر.
واليوم أعود إلى تلك الدولة في طول وسرعة خطوطها البرية - خصوصاً القطارات -، وإذا أردتم أن تعرفوا المدى الإعجازي في طول المسافات بالخطوط الحديدية في هذه الدولة، فتيقنوا لا أن تتخيلوا أن أطوالها تستطيع أن تلف حول الكرة الأرضية (مرتين ونصف المرة) - وللمعلومية - فطول قطر الأرض عند خط الاستواء هو (12756) كلم - وعليكم الحساب -!!!
وتعكف الأكاديمية الصينية للهندسة حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على مشروع لبناء خط سكك حديد يربط العالم عبر قطار فائق السرعة، يمتد من الصين إلى الولايات المتحدة، لمسافة تزيد على (13) ألف كلم (تحت الماء).
نعم يا سادتي تحت الماء، وقالت صحيفة «بكين تايمز»، إن خط السكك الحديد المقترح، الذي سيربط الصين وروسيا والولايات المتحدة، سيبدأ من شمال شرقي الصين مروراً بسيبيريا، ثم مضيق بيرينغ، إلى ألاسكا، وكندا، قبل أن يصل إلى الولايات المتحدة، وعلى فكرة فالصين تنفق (سنوياً) على حجم الاستثمارات في القطارات حوالي (120) مليار دولار، والقطاع الخاص يقوم بـ(95 في المائة) من ذلك.
وقد بدأت الصين العمل فعلياً في خط سكك حديد آخر يربط لندن وباريس وبرلين وموسكو، بموازاة مسار ثالث إلى أوروبا عبر طريق الحرير للوصول إلى ألمانيا عبر إيران وتركيا، بالإضافة إلى الخط الثالث هناك آخر رابع قيد الإنشاء حالياً، سيربط الصين مع سنغافورة عبر فيتنام، وكمبوديا وتايلند وماليزيا، كما يجري حالياً إعداد مقترحات لإنشاء خط خامس، يمتد من الصين إلى أفريقيا، ولم ينقص الصين إلا أن تنشئ خطاً سادساً، يمتد من (بكين) إلى (الغاط) - ديرة أجدادي - لتكتمل الرصة والفرحة.
وللمعلومية، فقد لفت نائب رئيس العمليات في شركة السكك الحديدية الصينية إلى أن قدرة النقل في الصين عبر السكك الحديد ارتفعت إلى 260 مليون راكب العام الماضي، بينهم 150 مليون راكب عبر القطارات فائقة السرعة، ووصل عدد القطارات التي تعمل يومياً في الصين إلى 5 آلاف قطار تنقل كل يوم 4.5 مليون راكب، وأصبحت الصين تنقل 30 في المائة من إجمالي ركاب وبضائع العالم عبر السكك الحديدية، مشيراً إلى أنه بفضل التقدم الكبير في السكك الحديدية الصينية تغيرت أنماط الحياة في الصين للمواطنين، وأصبح القطار السريع هو الوسيلة المفضلة - والمثل يقول: العندو حنا يحني (.....) -