مثلي الأعلى

مثلي الأعلى

مثلي الأعلى

 العرب اليوم -

مثلي الأعلى

بقلم - مشعل السديري

من قراءتي (الخنفشارية): أن هناك رجلاً على ربض الشاذوران –ولا أدري ما هو الربض ولا الشاذوران- ولكن الشيخ من خراسان وأعتبره أنا مثلي الأعلى:

وكان مصححا بعيداً من الفساد ومن الرشى ومن الحكم بالهوى، وكان حفياً جداً وكذلك كان في إمساكه وفي بخله وتدقيقه في نفقاته، وكان لا يأكل إلا ما لا بد منه، ولا يشرب إلا ما بدا منه، غير أنه إذا كان في غداة كل جمعة حمل معه منديلاً فيه جردقتان، وقطع لحم سكباج مبرد، وقطع جبن وزيتونات وصرة فيها ملح، وأخرى فيها اثنتان أو أربع بيضات ليس منها بد، ومضى وحده حتى يدخل أحد البساتين، وينظر موضعاً تحت شجرة وسط خضرة، وعلى ماء جارٍ، وأكل من هذا مرة ومن هذا مرة، فإن وجد قيم ذلك البستان رمى إليه بدرهم، ثم قال: اشترِ لي بهذا أو أعطني بهذا رطباً، أو عنباً ويقول له: إياك إياك أن تحابيني، ولكن تجود لي، فإنك إن فعلت لم آكله، ولم أعد إليك، واحذر الغبن فإن المغبون لا محمود ولا مأجور، فإن أتاه به أكل كل شيء معه، وكل شيء أتى به، ثم تخلّل وغسل يديه ثم تمشى مقدار مائة خطوة، ثم يضع جنبه فينام إلى وقت الجمعة، ثم ينتبه فيغتسل، ويمضي إلى المسجد.

هذا كان دأبه كل جمعة، فبينما هو يوماً من أيامه يأكل في بعض المواضع، إذ مر به رجل فسلّم عليه، فرد السلام ثم قال: (هلمّ عافاك الله)، فلما نظر إلى الرجل وقد انثنى راجعاً، يريد أن يقفز الجدول، قال له: مكانك فإن العجلة من عمل الشيطان، ثم سأله: تريد ماذا؟ قال: أريد أن أتغدّى، رد عليه: ولم ذاك؟ وكيف طمعت في هذا؟ ومن أباح لك مالي؟ قال الرجل: أوليس قد دعوتني؟ قال: ويلك لو ظننت أنك هكذا أحمق، ما رددت عليك السلام، أيحسن فيما نحن فيه أنا الجالس وأنت المار، أن تبدأ أنت فتسلم، فأرد عليك: وعليكم السلام، فإن كنت لا آكل شيئاً، سكت أنا وسكت أنت، ومضيت أنت وقعدت أنا على حالي، وإن كنت آكل فها هنا وجه آخر، وهو أن أبدأ أنا، فأقول: (هلمّ) وتجيب أنت فتقول: (هنيئاً) فيكون كلاما بكلام، فأما كلام بفعال، وقول بأكل، فهذا ليس من الإنصاف، وهذا يخرج علينا فضلاً كبيراً، فتوكل على الله وامض في حال سبيلك.

يعني باللهجة المصرية: غور في ستين داهية، وباللهجة السعودية: بالهاوي والذيب العاوي.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثلي الأعلى مثلي الأعلى



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

SpaceX تطلق 21 قمرًا صناعيًا من Starlink إلى المدار

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حريق جديد في لوس أنجلوس وسط رياح سانتا آنا

GMT 15:41 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعرض 65 مليون يورو لضم كامبياسو موهبة يوفنتوس

GMT 03:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استمرار غياب تيك توك عن متجري أبل وغوغل في أميركا

GMT 03:02 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

زلزال بالقرب من سواحل تركيا بقوة 5 درجات

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استشهاد مسؤول حزب الله في البقاع الغربي محمد حمادة

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 03:08 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع ضحايا حريق منتجع للتزلج في تركيا لـ76 قتيلًا

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الصين تختبر صاروخاً فضائياً قابل لإعادة الاستخدام

GMT 16:06 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تكشف ردود فعل الرجال على أغنيتها الجديدة

GMT 02:59 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

تحذيرات من رياح خطرة وحرائق جديدة في جنوب كاليفورنيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab