بقلم - مشعل السديري
الأعمار بيد الله - هذا مما لا شك فيه - غير أنه سبحانه جعل للإنسان عقلاً وبصيرة، يهديانه لما هو أنفع، ويحذرانه مما هو أسوأ، لهذا تطور الإنسان عبر الزمن حسب تجربة الصواب والخطأ، وتقدم بالاكتشافات والاختراعات بطريقة تطوي الزمن وتختصر المراحل، بمعنى أن سرعته في هذا المجال تتضاعف من قرن إلى آخر، ومنها في مجال الطب، وبالتالي أصبح الإنسان أكثر لياقة وأطول عمراً، فحسب إحصاء لمنظمة الصحة العالمية، ارتفع متوسط عمر الإنسان في العالم منذ بداية الستينات في القرن الماضي مثلاً، من 58 سنة إلى 63، حتى وصل الآن إلى أكثر من 70 سنة، ولا تزال قاطرة العلم والطب تسير منطلقة إلى الأمام، وإليكم هذا الخبر الجديد العجيب:
هناك دودة تسمى المستديرة، وهي تشارك الإنسان الصفات الوراثية طبق الأصل، وتعيش من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، إذ تمكن الباحثون من التدخل في مسارين خلويين أديا لعيشها أكثر من 14 أسبوعاً بزيادة 5 أضعاف ما يساوي في حياة البشر 400 - 500 عام، وعدل الباحثون مسار الأنسولين 115 المسؤول عن النمو وطول العمر ومسار TOR المختص بنمو الخلايا والشيخوخة، فحدثت طفرة مزدوجة غيرت المسارين وراثياً.
ومن التجارب الطبية الأخيرة كذلك أنهم أخذوا خلايا من شخص عمره 50 سنة، ثم برمجوها بتحويلها إلى خلايا رضيع عمره أيام فقط، ولهذا أثبتوا إمكانية رجوع الزمن للوراء -أي إمكانية تجديد الخلية- وبالتالي إطالة عمر الإنسان بشكل مضاعف، لهذا استحق من وصلوا إلى هذا الاكتشاف الحصول على جائزة نوبل والله عز وجل قادر على كل شيء، وقد ذكر في كتابه الكريم عن أصحاب الكهف قائلاً: «وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا»، وفسرها البعض قائلين: إنها ثلاثمائة سنة شمسية، وهي تساوي ثلاثمائة وتسع سنين قمرية -والله أعلم.
كما قال -عز من قائل- عن نبيه نوح: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ»، وكان -عليه السلام- يعتبر من الجيل العاشر بعد آدم، وبلغ عمره 600 عام عندما أوكل الخالق له بناء السفينة، وعاش 350 سنة بعد الطوفان -أي أنه عندما توفي كان عمره 950 سنة أما عن السفينة فجاء في الروايات: أن حجمها هو 40,000 متر مكعب -أي مقارب حجم السفينة تايتانيك- وهي مكونة من ثلاثة طوابق، الأرضي للحيوانات والوحوش، والأوسط للناس، والطابق العلوي للطيور - والله أعلم.