بقلم - مشعل السديري
علم الله سبحانه وتعالى (آدم) الأسماء كلها.
كما علم النبي (سليمان) لغة بعض المخلوقات، وجاء في القرآن الكريم: «حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون».
هذه المعجزات الإلهية خصَّ بها المولى من يصطفيهم.
غير أن هناك بعضاً من البشر (المدلسين)، كمثل ذلك الدعي الذي يزعم أن الله قد أعطاه القدرة على الفهم والتحدث بأكثر من (70) لغة، وعندما حاجه أحدهم في زعمه ذاك، فما كان منه إلا أن يلتقط حصاة من الأرض ويبلها بريقه، ثم يقول لذاك: مدّ لي لسانك، فلما مده وضع الحصاة عليه، وإذا به أيضاً يستطيع أن يفهم ويتحدث بـ(70) لغة - يعني (أعداه) بموهبته الخارقة تلك - مثل هذه الحادثة هي مجرد خرافة تروى، ومن يصدقها فلم يؤتَ من العقل شيئاً.
غير أن العلم الحديث لا غيره هو الذي بدأ يكسر حاجز (اللغات) بين البشر فعلاً، والآن ابتكرت شركة (ويفرل لابر) سماعات ذكية توضع في الأذن وتقوم بترجمة العبارات التي تصل إليها بشكل فوري بحيث يستمع إليها المستخدم بلغته الأصلية.
ويطلق على السماعة الجديدة اسم (بيلوت) وهي على شكل سماعة تقليدية، حيث إنها غير مزودة بأي أسلاك، كما أنها لا تحتاج إلى الاتصال بشبكة الإنترنت مما يجعلها عملية للمسافرين خارج البلاد.
والآن تتوفر هذه السماعات للترجمة باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية، ومن المقرر قريباً أن تطرح سماعات تعمل باللغات العربية والهندية والسلافية ولغات اخرى.
وإنني أعتبر ذلك العمل أهم خطوة في تاريخ البشرية لاندماج الشعوب مع بعضها البعض، وسوف تنتهي مهنة المترجمين إلى الأبد.
والله يعيننا من انفلات الكثيرين ليسيحوا في بلاد الله الواسعة من دون حسيب أو رقيب، وقد تجد الزوج والزوجة كل منهما من جنسية مختلفة، ومع ذلك هما يتكلمان ويتمازحان ويتطارحان، من دون أي مشكلة البتة البتة. غير أن ما نكد عليَّ مزاجي هو (مارك اينسون) صاحب مشروع (ريد دونكز) بإنجلترا، وهو يملك مجموعة من الحمير، ويقول: إنه يرصد حركاتها وخلجاتها وما يدور بخلدها، وهو بصدد إدخال (التكنولوجيا) في هذا المجال.
ويؤكد أن الترجمة تعتمد على تحليل أصوات وترددات كل نهيق بحيث يمكن ترجمته إلى عبارة تعكس أحاسيس الحمار - مشكلة إذا كانت الحمير سوف تنافسنا في هذا المضمار -
صحيح: عشنا وشفنا وسمعنا ولا أقول نهقنا.