بقلم - مشعل السديري
في عام 1960 وفي مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية ونتيجة إهمال حرس المستشفى، تمكن 243 مجنوناً من الهرب إلى الشوارع، مما أدى حدوث مشكلة كبيرة، واستدعى المدير الإداري طبيب المستشفى فوراً واسمه (جمال أبو العزم) طالباً منه حلاً للمشكلة، وعلى الفور أحضر الطبيب المشهور صفارة وطلب من المدير وبعض الموظفين أن يمسكوا به من الخلف ويلعبوا لعبة القطار، وخرجوا إلى شوارع العباسية وهو يصفر وينادي (تووووت توووووت) وهو يمثل رأس القطار ومن خلفه (القاطرات) كل واحد يمسك بالثاني.
وما توقعه الدكتور حصل، فكل مجنون هارب ركب في القطار، ونجح الدكتور جمال في جمع المجانين، وذهب بهم إلى المستشفى وحلت المشكلة وفرح المدير الإداري، وشكر الدكتور على حسن تصرفه.
المفاجأة غير المتوقعة: فهي عندما تفقدوا المجانين الذين جاءوا مع (القطار الخيالي) إلى المستشفى، كان عددهم (614) مجنوناً، علماً بأن عدد المجانين الهاربين كان (243) فقط.
وهذا يدل دلاله قاطعة على صدق مقولة عبد الله القصيمي: (العالم ليس عاقلاً).
**
ذكر عدد من أهالي قرية (ظفار) اليمنية أن قبراً بالقرية يضم جثة امرأة عشرينية، وأكدوا أن رائحة عطرية تفوح منه، وهي دلالة قاطعة على أن تلك المرأة من أهل الجنة، ولا بد من التبرك على قبرها، وفعلاً كادت أن تبدأ مسيرات التبرك.
غير أن من حسن الحظ ورد في تفاصيل الخبر، كما رواه أحد أبناء القرية أن سيول الأمطار تسببت في نبش القبر الذي يضم رفات المرأة، وأن رجال القرية عندما حاولوا إصلاح القبر فوجئوا بوجود قارورة عطر مكسورة بسبب السيول كانت بجانب الجثة، والحمد لله كلهم عرفوا السبب، ولولا ذلك لتوالت مسيرات التبريكات، وقد يبنون على القبر (قبة) تحاكي القبب التي يتمسح بها الجهلاء بالصبح والعشية.
**
في منتصف الليل كانت سيارات الشرطة تلاحق لصوصاً في طريق غير ممهد في الهند وفي النهاية ألقت القبض عليهم، وأنقذت ما سرقوه، إلا أن الغنيمة لم تكن مجوهرات ذهبية وإنما ثمانية حمير، كان اللصوص سرقوها من ولاية (ماهارشترا) لبيعها في ولاية (اندرا براديش) المجاورة حيث يؤمن بعض السكان هناك بأن تناول لحم الحمير يزيد من النشاط والفحولة.
لو كان هذا صحيحاً، فما أكثر الرجال الذين سوف يتهافتون على أكل الحمير، بالنسبة لي فإنني لا أطيق حتى مجرد لمسها فما بالكم بأكلها، لأنني بصراحة: (ماني ناقص).