بقلم - مشعل السديري
من مصائب العصر الحاضر هو ذلك الانفلات في وسائل التواصل غير الأخلاقية - إن جاز التعبير - خصوصاً أن كل من (هب ودب) يستطيع اليوم بكل سهولة أن يبعث على الملأ بمقاطع مصورة بالصوت والحركة، وكلها منافية للذوق العام ومخلّة بالآداب، وإليكم هذه الفضيحة السخيفة كمثال:
فآخر ما كان يتوقعه المرضى في قاعة الانتظار في أي مستشفى هو رؤية لقطات إباحية، خصوصاً عندما يكونون برفقة أولادهم الصغار.
وهو ما حدث بالفعل في قسم الأسنان في مستشفى تشانغان في جنوب الصين، فقد صورت امرأة ممن يراجعون المستشفى ما أذيع عل شاشات التلفزيون في قاعة الانتظار، ونشرتها على حسابها في مواقع التواصل الاجتماعي.
واضطر المرضى والمراجعون إلى الخروج من قاعة الانتظار والتوجه إلى الممرات حتى لا يشاهدوا المناظر الإباحية، وقال متحدث باسم المستشفى لموقع (بي تايم) الإخباري، إن الشرطة فتحت تحقيقاً في الأمر.
الجدير بالذكر أن الأفلام الإباحية غير قانونية في الصين، التي تفرض رقابة صارمة على هذا النوع من المحتوى على الإنترنت – انتهى.
وما دام الشيء بالشيء يذكر، فقبل أكثر من 30 عاماً حصل في دولة خليجية حدث مشابه، ولم تكن الإنترنت والجوالات وقتها منتشرة مثلما هي اليوم.
وفي مجموعة من الفلل الفندقية، كانت هناك فيللا يقطنها بعض رجال الدين الذين جاءوا لحضور مؤتمر مقرر، وفي فيللا أخرى مجموعة من الشباب (الصيّعية) - بمعنى (الهابقين) - وفي الساعات الأخيرة من الليل وبعد أن اطمأن الشباب أن جميع من في الفلل قد ناموا، قدموا للموظف المسؤول شريطاً مسجلاً وفاضحاً وأغروه أن يعرضه لهم، وكان فيه (النون وما يسطرون)، وذلك لكي (ينشكحوا) وتحلى سهرتهم على الآخر.
ويبدو أن ذلك الموظف من شدّة النعاس، بدلاً من أن يقتصر إرساله على فيللا الشباب، وإذا به يعمم الشريط على جميع الفلل.
وعندما آفاق المشايخ لأداء صلاة الفجر، ضغط أحدهم بالصدفة على تشغيل التلفزيون، وإذا (بالهوايل) كلها تتحرك أمام نواظرهم، ولا أدري هل هم أغلقوا التلفزيون فجأة، أم انتظروا قليلاً كي يتأكدوا من الأمر؟!
المهم حصلت كارثة، حيث تقدم المشايخ بشكوى، وقبضت السلطات على الشباب والموظف وأودعوهم السجن، بل إن إدارة مجمع الفلل نفسها لم تسلم من الغرامات والعقاب.
ويحق لي أن أقول: كله عندي إلاّ الأخلاق، إنني أضع تحت هذه الكلمة عشرة خطوط حمراء، وفوقها أيضاً (مشعاب).