القمار «أُسّ» المصائب

القمار «أُسّ» المصائب

القمار «أُسّ» المصائب

 العرب اليوم -

القمار «أُسّ» المصائب

بقلم - مشعل السديري

يقول المولى عز وجل:
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا).
غير أنه أجاز نوعاً من المراهنات كسباقات الخيل والجِمال وغيرهما، ولكن (بلوشي) – أي بدون نقود.
وليس النهي عن الميسر مقتصراً على الإسلام، ولكنه أيضاً في الديانة اليهودية، فإسرائيل ليس فيها صالة قمار واحدة، وعندما افتتحت صالة قمار في الضفة الغربية، تقاطر الإسرائيليون عليها زرافات ووحدانا، إلى درجة أن دخل تلك الصالة كان أهم رافد للميزانية الفلسطينية، وشعر المدمنون على القمار من الإسرائيليين بالحسرة عندما أغلقت تلك الصالة في وجوههم، بعد الملابسات التي حصلت إثر الهجمات المتبادلة بين الفدائيين والسلطة الإسرائيلية، وخسر الاثنان من جراء ذلك خسارة فادحة، الفلسطينيون خسروا الدخل المادي المجزي، والإسرائيليون خسروا المتعة والفرفشة التي لا تعوض.
واسمحوا لي الآن أن أترك عالم السياسة وأدخل إلى عالم الفن، من دون أن أترك موضوعنا الأساسي وهو عالم الميسر.
فقد قرأت مقالاً قديماً للصحافي الراحل (مصطفى أمين) لموقف حصل له مع المطربة الراحلة (أم كلثوم)، وذلك قبل حركة الجيش في 23 يوليو (تموز) عام 1952، عندما كان سعر الدولار الأميركي في وقتها لا يزيد على 20 قرشاً مصرياً، ويقول:
جاءني يوماً أحد أفراد فرقتها الذي يعمل معها منذ 15 عاماً، يطلب منها أن تقرضه 5 جنيهات، لأنه ليس لديه قرش يطعم به أولاده فرفضت.
فهالني الموقف واتصلت بها أسألها معاتباً: كيف تفعلين هذا يا (ست)؟!، فزادت الطين بلة عندما قالت: لأنني بخيلة، فصعقت من جوابها وصمت متبلماً، وبعد أن ران علينا السكوت فترة: ضحكت أم كلثوم وقالت: سأقول لك الحقيقة، إن مصلحتي أن يقول الناس عني إنني بخيلة حتى يبتعد عني النصابون والأفاقون. إنني علمت أن هذا الموسيقي كان يسهر في بيت الموسيقار فريد الأطرش أمس وخسر على مائدة القمار 300 جنيه فأردت أن أؤدبه ليعرف ذل لعب القمار، ورفضت أن أعطيه الخمسة جنيهات، وبعد خروجه اتصلت بزوجته تليفونياً وأخبرتها بأنني سأرسل لها مع سائقي خمسين جنيهاً بشرط ألا تخبر زوجها، وتتركه يدوخ ويتعذب ويشحذ حتى يعرف مرارة عقاب لاعب القمار – انتهى.
والآن دعوني أن أترك أيضاً عالم الفن، وما زلت متشبثاً بعالم الميسر الذي هو (أُسّ) المصائب، وما أكثر ما أدى بالمدمنين له إلى التهلكة، ولا أذكر أن (قمرجياً) خرج منه سالماً مهما كسب، فالمدمن هو كالنار إذا لم تجد ما تأكله أكلت نفسها.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمار «أُسّ» المصائب القمار «أُسّ» المصائب



ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات

GMT 04:30 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

خير الدين حسيب

GMT 07:50 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

GMT 04:52 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

القوة الناعمة: سناء البيسي!

GMT 04:45 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

عن الأزهر ود.الهلالى!

GMT 04:21 2025 الأحد ,27 إبريل / نيسان

صوت من الزمن الجميل

GMT 04:22 2025 السبت ,26 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم السبت 26 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab