بقلم: مشعل السديري
الزلازل هي أكبر وأعنف الكوارث التي تواجه الإنسان على الأرض، ومصيبتها أنها تتحرك فجأة من دون أي رصد لها، وها هو العالم كله يقف مكتوف الأيدي منذ عشرة أيام تقريباً.
وليس هناك أكثر ألماً من منظر الأطفال الذين كانوا ينتشلونهم من تحت الركام، سواء كانوا أمواتاً أم (أحياء)، وهذا هو ما حصل في بلدة (جندريس) في سوريا لعصفورة من عصافير الجنّة:
عندما انتشل عمال إنقاذ رضيعة ولدت بأعجوبة تحت الركام، حيث بقيت متصلة عبر حبل الصرة بوالدتها التي فارقت الحياة، بعدما دمر الزلزال منزل العائلة، بينما مات أفراد أسرتها جميعاً.
ويقول اختصاصي الأطفال، إننا (أعطيناها الكالسيوم عبر الحقن الوريدي، كونها بقيت لساعات من دون رضاعة)، وحالتها العامة مستقرة، لكن ثمة كدمات شديدة على جسمها، مرجحاً أن تكون تلقتها وهي في رحم والدتها، ويوضح أن وزنها يتجاوز 3 كيلوغرامات، وهو الوزن الطبيعي لطفل حديث الولادة.
وبعيداً عن الكوارث الطبيعية إليكم الكارثة (الغبية) التي يتحلى بها بعض الكبار لا الأطفال:
فقد نجا طفل من الموت بعدما (غسله) والده خطأ في غسالة بمصبغة بولاية نيوجرسي الأميركية، ونشر فيديو على موقع يوتيوب، ويظهر فيه وهو يضع ابنه داخل الغسالة ويغلق الغطاء عليه من دون أن يدرك أنها مستمرة بالدوران، لأنه كان قد وضع النقود فيها، وارتعب والدا الطفل على الفور وراحا يحاولان فتح غطاء الغسالة من دون جدوى، وبدأ بالصراخ والركض في المكان طالباً المساعدة، قبل أن يحضر عامل في المصبغة ويقطع التيار عن الآلة.
أما الطفل الذي لا يتجاوز العام الواحد من العمر فقد أصيب برضوض وكدمات من دون أن يصاب بأي جروح خطيرة، وكان (يضحك) حين خرج مع والديه من المكان – معتقداً أنهما كانا يُلّعبانه -.
وهناك مأساة أبطالها أطباء في البرازيل، عندما أجروا عملية ناجحة لولادة توأمين لامرأة توفيت دماغياً قبل أربعة أشهر وهي حامل في الشهر الرابع، ولكن قلبها كان لا يزال ينبض، ووضع الأطباء جهازاً لمساعدة القلب على النبض، رغم الوفاة الدماغية للشابة (فرانكليني دا سيلفا)، وقاموا بتشغيل جهاز قلب المرأة المتوفاة دماغياً، وكان من المدهش أنه كان يستجيب للجهاز، وظل يعمل إلى أن بلغ عمر التوأمين في بطن الأم سبعة أشهر، فقرر الأطباء عندها إجراء عملية قيصرية للمرأة، ثم وضع الطفلين المولودين في الحضانة، وبعدها تم فصل الجهاز الذي كان يشغل قلب المرأة، وهذا ما أدى إلى الإعلان عن وفاتها بشكل كامل.