بقلم - مشعل السديري
قرأت عن هذه الحادثة التي سبق أن سمعت عنها، وأخذت (أضرب أخماساً بأسداس)، ولم أستطع أن أهضمها وأقتنع بها بنفس الصيغة التي كتبت بها، وأحببت أن أطرحها أمامكم ولا أستبعد أن بعضكم لن يقتنعوا بها حتى لو ضربوا (أسباعاً بأثمان). تقول الرواية...
عندما علم العريس أن عروسه حامل يوم زفافهما كانت صدمة ودهشة كبيرة بالنسبة له، لكنه لم يقم بفضحها وإبلاغ أهلها وأهله وستر عليها وأمرها بعدم مقابلة أي شخص حتى لا يعلم أحد أنها حامل فينفضح أمرها.
وبعد أن جاء وقت الولادة أحضر لها ممرضة تقوم بتوليدها في المنزل في سرية تامة، وأخذ الطفل قبل صلاة الفجر ووضعه أمام المسجد، وبعد ذلك نزل إلى صلاة الفجر، فشاهد الناس يحملون الطفل ويتكلمون في أمره، فقال لهم: أنا سوف أتبناه وأحافظ عليه مثل ابني، ومتكفل بجميع مصروفاته، وأشهد الجميع على ذلك.
(وبهّروها وملّحوها) قائلين؛ الفكرة من هذه القصة، إذا كانت حقيقة أو خيالاً، هي إذا ستر مسلم على أخيه المسلم فسوف يكون ثوابه كبيراً عند الله عز وجل.
وهم صادقون من ناحية (ثواب الستر)، غير أن هناك اختلافاً جوهرياً في نهاية هذه الحادثة التي سبق لي أن سمعتها، وهي أن ذلك الرجل (الشهم الإنسان) بعد أن ستر على تلك المرأة لم تستمر زوجة له مثلما تقول الرواية، لكنه طلقها رغم تبنيه مولودها، وتركها تذهب في حال سبيلها، ويقال إنها تزوجت بعد ذلك وخلّفت (صبياناً وبنات) عاشوا مع أخيهم (بالتبات والنبات).
وذلك الرجل أعرفه، وقد انتقل إلى رحمة الله، ولا داعي لذكر اسمه، ولكن صدق من قال؛ آفة الأخبار - أحياناً - رواتها.
وحادثة أخرى لا تتشابه مع الأولى في أي شيء إلا في (الحمل والولادة)، جاء فيها أن امرأة تركية تدعى (صباح موسليباسا) عمرها 28 سنة، قتلت زوجها بالسم وحكم عليها بالإعدام، وعند تنفيذ الحكم عليها لم تمت، بل ظلت تحرك رجليها من حلاوة الروح عدّة لحظات حتى سقط منها جسم على الأرض، وأصاب جميع الموجودين بالدهشة والفزع، وظن طبيب السجن في البداية أن الطفل متوفى، ولكنه كان فاقداً للوعي بسبب ولادته بهذه الطريقة الغريبة.
والخطأ غير المنطقي في هذه الرواية، لو أن المولود سقط على الأرض من هذا الارتفاع لكان فطس، ومن حسن حظه أنه علق وتلقفته ملابسها، وكتبت له حياة بعد ذلك، بمشيئة الله تعالى...