بقلم - مشعل السديري
المال والبنون زينة الحياة الدنيا - صدق الله العظيم - ولكننا في هذه العجالة سنضع البنين على جنب، (وسنستلبش) المال بالتفاسير - إن جاز التعبير -، فالمال أحياناً يكون (كالحرباء)، وأحياناً صعب الوصول إليه كقمة (إفرست)، وأحياناً كالرمال المتحركة التي تبلع كل من دخل فيها، وأحياناً هي كالسراب؛ كلما اقتربت منه ابتعد عنك، وفي بعض الأحيان ينهمر عليك فجأة كالمطر حتى وإن كنت نائماً، وقد يروغ منك كما يروغ الثعلب، وقد يفترسك كالأسد ويفصفص عظامك، وأحياناً تكون أنت سيده، وغالباً ما تكون أنت عبده. باختصار، المال قد يكون نعمة وقد يكون نقمة، وإليكم بعض من مسمياته:
ففي المدرسة يسمّى (رسوم)، وفي الزواج يسمّى (المهر)، وفي الطلاق يصبح (النفقة)، وعندما تسلف شخصاً يكون (ديناً) - وغالباً تأكل هوا وما يرجع لك -، وعندما ندفع للحكومة يسمّى (ضرائب) - ولا أستبعد أنها مشتقة من الضرب -، وللموظف (مت قاعد) - أقصد المتقاعد - يسمّى (معاشاً)، وللموظف الاعتيادي يسمّى (مرتّب)، وعند العمال تسمّى (الأجور)، وعندما يدفع للوسطاء في صفقات تجارية تسمّى (عمولة) - وفي رواية أخرى هي (السمسرة)، وما يدفع مقابل الخدمات المهنية يسمّى (أتعاباً) - وهي مشتقة من (التعب) قبل طلوع الروح.
وما ترصده في البنك هي (الودائع)، وما تدفعه لأهل القتيل هي (الديّة) - وعندما تدفعها تمشي في جنازة القتيل وأنت مرتاح الضمير -، وما يقدم بعد نهاية الخدمة (مكافأة) - على شرط أن تسكّر الباب خلفك وأنت خارج -، وعند الخاطفين يسمونه (فدية) - وكلما كبر المخطوف كبرت الفدية -، وعندما تقدم المال بشكل غير قانوني يسمّى (رشوة)، وفي لهجتنا الدارجة يسمى (بلصة).
وما يقدم للفقراء والمحتاجين يسمّى (صدقة) قد تحسب في ميزان حسناتك، وقد لا تحسب إذا أردت منها (الفشخرة)، وما تدفعه كمساعدة للعائلة أو صديق (هبة)، وما يدفع من ولاة الأمر يسمّى (مكرمة).
وما يتم بين الأزواج المتصالحين بعد خصام يسمّى (رضاوة) - أو دهن سير -، ويسمّى في محلات الملاهي والألعاب (تضييع فلوس)، أما في محلات السهر فهو (انبساط وفرفشة وتنقيط)، وعند المدمنين على التدخين والذي منه فيسمّى (حرق فلوس ونفوس)، وأحلى ما يدفعه العشاق من مال هو (هدية Valentine) - على شرط أن تكون حمراء فاقع لونها.
وما يدفع في الركن الثالث من الإسلام يسمّى (زكاة)، وما يصرف لتخفيف الذنوب المتلتلة يسمّى (كفارة).
وعند الذي تحفى قدماه ويتمردغ بالتراب ولا يجد المال، يتف عليه واصفاً إياه (بوسخ الدنيا) - وبعضهم من محبتهم لحرف الصاد يسمونه (وصخ الدنيا).