بقلم - مشعل السديري
انشغلنا في السعودية طوال أكثر من سنة كاملة، ونحن نتابع مسألة اختطاف بعض المواليد من المستشفيات بطريقة احترافية، وتبنيهم من دون وجه حق وحرمان آبائهم وأمهاتهم منهم، والحمد لله أن وجه الحق حصحص – مثلما يقول البلغاء - وانكشف المستور، وعادت الأمور إلى نصابها، وعاد المواليد، ولكنهم عادوا رجالاً وقد اكتست وجوه بعضهم بالشعر الكثيف، والله يجازي اللي كان السبب، بل إن السلطات لن تترك تلك التعديات تمر مرور الكرام، بل إنها سوف توقع العقاب الرادع على كل من تسبب في تلك المآسي.
طبعاً هناك نماذج أخرى مختلفة لما يقال له (التبنّي)، ولا يدخل فيها الاختطاف أو السرقة، وإنما هي تتم بالتراضي، وغالباً ما يكون طرفاها أسرة من أوروبا أو أميركا، وأسرة أخرى من العالم الثالث، وهذا ما يقال له مع الأسف (شراء وبيع الأطفال) – ومن ثم تبنيّهم وتغيير أسمائهم وجنسياتهم، وقاتل الله الجهل والفقر اللذين يدفعان أسرة آسيوية لديها عشرة من الأولاد والبنات، أن تضحي بواحد أو اثنين وتبيعه أو تبيعهما بمبلغ مجزٍ لكي تعيّش بقيمتهما الآخرين.
إنها حكايات تتفطر منها القلوب، وإليكم واحدة منها:
نجحت أسرة صينية في العثور على طفلها المخطوف (ماوين) وجمع شمل الأسرة مرة أخرى، لكن بعد 32 عاماً، وكان قد تعرض للاختطاف أثناء عودته إلى المنزل من الحاضنة برفقة والده عندما كانت سنه لا تتعدى العامين ونصف العام سنة 1988.
بعد اختطافه تركت والدته (لين جينغ) العمل وبدأت رحلة بحث استمرت عقوداً ووزعت الأم أكثر من 10 آلاف منشور وظهرت في عدد من البرامج التلفزيونية وانضمت إلى مجموعة من المتطوعين في رحلة بحث للعثور على الأطفال المفقودين وتقديم المعلومات للشرطة.
وأثمر عمل الأم العثور على 29 طفلاً مختطفاً، لكنها لم تعثر على ابنها حتى أبريل (نيسان) من العام الماضي عندما تلقت شرطة (شيان) معلومات مفادها أن رجلاً من جنوب غربي الصين تبنى طفلاً من مقاطعة (تشي) مقابل 6000 يوان (622 جنيهاً إسترلينياً)، وبعد سلسلة من التحقيقات، تطابق الحمض النووي لماوين مع ملفه الشخصي، وعلى الفور سعت السلطات للمّ شمل الأسرة.
المشكلة أنني في الليلة البارحة، وقبل أن أكتب هذا المقال تطرقنا في جلستنا لذلك الموضوع، وكان أحدنا صامتاً لم يدخل معنا في النقاش، واللهم إلا في النهاية عندما قال لنا بصوته الأجش: يا جماعة أنا أتمنى أحد يتبناني.وعلى فكرة فوزنه يزيد على 100 كيلو، وهو باختصار: {شيفة عنيفة}.