بقلم - مشعل السديري
أصدرت المحكمة الدولية في لاهاي حكماً بإدانة (حزب الله) باغتيال رفيق الحريري، ممثلاً بعضوه سليم عياش الذي لا يعلم أحد عن مكانه، اللهم إلاّ خامنئي ونصر الله الذي وصفه قائلاً: إنه قديس وأيقونة من الأيقونات.
إذن كيف نثق بالمسؤولين الكبار والمحاكم اللبنانية، في الكشف عن ملابسات كارثة التفجير في المرفأ، طالما أنهم كلهم يقبعون تحت عباءة نصر الله، والمصيبة أن نهاد المشنوق تساءل قائلاً: أي قاضٍ يتجرأ على الإعلان أن حجم الدمار هو 1320 طناً وليس 2750، وأين اختفت الـ1430 طناً الأخرى من نترات الأمونيوم - أي أنه قد تكون هناك كارثة قادمة أكبر تهدد لبنان، إذا لم تكتشف أين خبأها المدان الأوحد، ألا وهو حزب الله.
لبنان ابتُلي باغتيالات رموزه ومثقفيه، ابتداءً من أوائل الخمسينات من القرن الماضي حتى الآن، وذهب ضحيتها أكثر من 36 شخصية، وكلهم تقريباً راحوا ضحايا سوريا و(حزب الله).
ابتداء من رياض الصلح أول رئيس وزراء، الذي قتل عام 1951، مروراً بكمال جنبلاط، ورشيد كرامي، وطوني فرنجية، وسليم اللوزي، وبشير الجميل، وحسن خالد، ورينيه معوض، وداني شمعون، ورفيق الحريري، وجبران تويني، وبيار أمين الجميل، ومحمد شطح - وهذا (غيض من فيض).
لبنان بالأساس بُني على محاصصة طائفية متخلفة، وهذا هو ما أدّى به (من حفرة إلى دحديرة)، ولكي تتأكدوا من ذلك، إليكم ما قرأته في مجلّة لبنانية قديمة اسمها (الأحرار المصورة)، وصادرة عام (1926) بالعدد 48، وفيها نقاش للمواضيع التالية:
(1) انتخابات ومقاطعة ومجالس نيابية مطعون في شرعيتها. (2) البحث في إلغاء الطائفية السياسية من الدستور. (3) جدال حول ديكتاتورية المجلس وسقوط الليرة. (4) انقسام نيابي حول إجراء الانتخابات البلدية. (5) فاتورة الإيجارات وموضع جدل مشكلة تجنيس المهاجرين. (6) نقاش الحدود اللبنانية الفلسطينية.
والآن ونحن في عام 2020، وبعد مرور 94 سنة بالتمام والكمال، هل تغير شيء؟!، أم أن التاريخ هو الذي يعيد نفسه - و(تيتي تيتي، مثل ما رحتي جيتي).
ورحم الله الشيخ عبد العزيز المسند الذي قال: زرت لبنان في عام 1975، وفي أحد المطاعم انكب صحن الحمص على قدم أحد الزبائن بجانبنا، فقام بمسح حذائه برغيف الخبز، فاقشعر بدني من هول ما رأيت، فأقسمت أن النعمة ستفر منهم، وما هي إلاّ أشهر حتى قامت الحرب الأهلية، وحصل ما حصل من دمار ومآسٍ، أفلا نعتبر؟!