بقلم - مشعل السديري
من وجهة نظري البحتة، فالأرقام القياسية التي يتباهى بها البعض، عند تسجيلها لهم في موسوعة (غينيس)، فيها ما يدعو للإعجاب، وبالمقابل فيها أيضاً الكثير مما يدعو للاستهجان، ولا أقول للغثيان.
وإلا مثلاً: ماذا يهم الغالبية العظمى من الناس، إذا نجح مصنع لبناني بالإمارات في إنتاج أضخم (قالب شوكولاته بالعالم) بوزن يزيد على 350 كيلوغراماً ويجري تسجيله في موسوعة (غينيس)، وهو مزين بما يقرب من 18 ألفاً و600 قطعة شوكولاته سوداء وبيضاء، وقد استغرق تنفيذه 125 ساعة من العمل المتواصل، وأشار مدير المصنع إلى أن الإدارة قررت إنتاج هذا القالب (العملاق) كنوع من رد الجميل لدولة الإمارات التي يعمل فيها هو - أي مدير المصنع - منذ أكثر من 17 عاماً.
ويكشف أن عدد قطع الشوكولاته التي زين بها القالب تمثل مجموع أيام عمر ميلاد دولة الإمارات.
ومع احترامي للمدير المجتهد، فدولة الإمارات ليست في حاجة إلى من يحييها ويحتفل بعمرها بـ(كيكة)، بها أكثر من (18) ألف قطعة شوكولاته (!!).
إنها في حاجة فقط لمن يحترمونها، طالما أنها فتحت لهم صدرها وأرضها من أول ما اجتاحت لبنان الحرب الأهلية عام 1975، حيث تشير آخر التقديرات إلى أن مجموعهم فيها يقترب من (156.000) لبناني، حيث يوجد في (جبل علي) بدبي وحدها ما لا يقل عن (15) ألف شركة لبنانية، تضخ أغلب مكاسبها في لبنان.
فهل تستحق الإمارات بعد ذلك، مثل هذا الهجوم البذيء في هذه الأيام من بعض وسائل الإعلام اللبنانية؟!، وهذا هو ما دعا دولة الإمارات مرغمة إلى التحفظ على منح تأشيرات العمل للبنانيين وغيرهم من بعض الدول، قبل التحقق منهم، فليس هناك أسوأ من مقابلة المعروف بالنكران، فالإمارات ليست (حيط واطي) يا مسيو.
أعود للأرقام القياسية (الهمايونية)؛ فقد ذكرت تقارير إخبارية أنه تم الكشف عن أغلى عباءة نسائية على مستوى العالم، إذ تبلغ قيمتها 17.5 مليون دولار.
وهذه العباءة التي أبدعتها مصممة الأزياء البريطانية ديبي وينغهام، وهي مرصعة بنحو 2000 ماسة، بما في ذلك ماسة حمراء تعتبر الأكبر والأغلى على مستوى العالم.
وقالت وينغهام، إن العباءة في حد ذاتها مستمدة من ملابس النساء في العالم الإسلامي بشكل عام وفي منطقة الجزيرة العربية تحديداً.
أقول: يا ليتني أسير خلف من ترتدي تلك العباءة وهي تتبختر أو تتقصوع بها، على شرط أن يكون في يدي مقص أوتوماتيكي، وتكفيني فقط (الألماسة الحمراء) - ماني طماع.