بقلم - مشعل السديري
هناك طفل أميركي اسمه (Ryan Kaji) من ولاية تكساس، يبلغ عمره الآن 10 سنوات وقد أسس له والده قبل 5 سنوات قناة متخصصة بعالم الصغار، من ألعاب وملابس وأفلام وغيرها.
القناة ازدهرت بسرعة وجلبت إليها الملايين، حتى أصبح عدد مشتركيها 23 مليون متابع لما تعرضه من فيديوهات.
وقد ظهر في لائحة نشرتها مجلة (Forbes) الأميركية الاقتصادية، ضمن أكثر (اليوتيوبيين) الصغار بالعمر ربحاً في عام 2019 من قنواتهم، فحل ريان الأول في المقدمة بحصوله هذا العام على 26 مليون دولار، أي أكثر من مليونين و166 ألفاً كل شهر، وإذا أردت يا عزيزي القارئ أن تتسلى لتتوسع بالحسبة أكثر، فستجد أن أرباحه كانت 71 ألف دولار باليوم، أو تقريباً 3000 دولار كل ساعة – والسعيد هو من اشتغل سكرتيراً عند هذا (الفصعون).
وللمعلومية فذلك الطفل الأعجوبة والده صيني وأمه صينية، وكانا قبل تلك القناة يعيشان مع طفلهما في فقر مدقع، وبعد أن فتحها الله عليهم وهلّت عليهم ملايين الدولارات تبدلوا من حال إلى حال، وبعدما كان الوالدان يعملان باليومية بأجر زهيد أصبحا يعيشان في رغد من العيش بمنزل أنيق في أرقى الأحياء، ويمتلكان العمائر والأسهم غير أرصدتهم في البنوك، ويمنحان طفلهما مصروفاً شهرياً لا يتجاوز 300 دولار لا غير، لأنهما حسب أقوالهما لا يريدانه أن يتعلم التبذير.
ولكن في سيرة ريان المحسودة عائلته من عيشها الرغد وثروتها الكبيرة، لحظة ضعف بشري في ماضي والدته البالغ عمرها 35 سنة، والتي اقترنت في 2009 بأبيه، ففي 28 يونيو (حزيران) 2002 دخلت إلى فرع JCPenney للملابس الرخيصة في مركز Ameda Mall التجاري بمدينة (هيوستن) في ولاية تكساس، وسرقت بما قيمته 93 دولاراً، فاعتقلوها وألزموها دفع غرامة قيمتها 150 دولاراً، مع قيامها بعمل يدوي وضيع لمدة 40 ساعة بشؤون اجتماعية، أي تكنس في الشوارع أو بالمدارس والمستشفيات.
ولكي تتأكدوا من موهبة ذلك الطفل و(الكاريزما) التي يتحلّى بها، فما عليكم إلاّ أن تدخلوا على القناة التي يعرضها واسمها (Ryan’s World) – على شرط أن تجعلوا أطفالكم يشاهدونها، وإنني أراهنكم على حلاقة شنبي، إذا لم يتعلّق أطفالكم بتلك القناة ولا يرضون بغيرها بديلاً.
وعلى فكرة غدوت أنا كذلك من المدمنين على مشاهدتها، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أنه ما زال في شخصيتي شيء من بقايا الطفولة، أو بمعنى أصح على شيء من صغارة العقل.