بقلم - مشعل السديري
رب أسرة يمنية لاجئة في ألمانيا، يحكي بكل شفافية ويقول: حين وصلت إلى ألمانيا عام 2015، قامت جهة حكومية ألمانية بدفع إيجار البيت الذي سكنته مع الكهرباء والماء لمدة سنة واحدة، بعدها نلتحق بعمل ونتحمل تكاليف الإيجار والفواتير. ويمضي قائلاً:
وفي أحد الأشهر تأخرت عن دفع فاتورة الكهرباء البالغة نحو 200 يورو فقامت الشركة بقطع الكهرباء عن البيت. أخذت الأمور ببساطة لأننا متعودون في اليمن على أن الكهرباء فاكهة وليست ضرورة!، رحت اشتريت شموعاً للبيت وجلسنا أنا وأطفالي أحكي لهم قصص مأساتنا في بلدنا الأم. لاحظ الجيران أن البيت الذي نسكن فيه مظلم رغم سماعهم أصوات الساكنين، بعد ساعات تجمع جيراني الألمان وسألوني: لماذا لا توجد عندك كهرباء؟!، فقلت لهم: الأسبوع المقبل سأتسلم الراتب من العمل وأدفع الفاتورة، فسألوني: وهل تبقى هذا الأسبوع مع أطفالك من دون كهرباء؟!، أجبت: نعم، وأين المشكلة، أهلي في بلدي الأم يعيشون الآن بلا كهرباء (مسألة جداً طبيعية)، فذهب جيراني واشتروا مولداً صغيراً لنا، وشركة الكهرباء اعتذرت عندما علمت وأعطتنا سنة كاملة كهرباء مجاناً مع هدية 1000 يورو؛ لأني أخبرتهم أن اللحم والدجاج بالثلاجة قد فسد، يعني باختصار: شركة الكهرباء فعلت هذا وكأنما يقولون لي (بس اكفينا شرك لأننا انفضحنا أمام الشعب الألماني وسمعة الشركة أصبحت سيئة نتيجة لقطعنا الكهرباء عنك!).
ويختم كلامه قائلاً: ففي بلادنا البيوت بلا كهرباء، المستشفيات بلا كهرباء، والباقي أنتم تعرفونه، ولكن لا أملك إلا أن أقول: اللهم أصلح حال بلادنا وسائر كل بلاد العالم التي هي مثل بلادنا، ترفل بالفقر والجهل والمآسي.
وعلى النقيض من ذلك، ومع احترامي لتركيا وقيادتها، فأشير إلى الخبر التالي:
أثار بناء (القصر الأبيض) الرئاسي التركي الكثير من الجدل؛ إذ بُني على أعلى تل في منطقة غابات على حواف العاصمة التركية أنقرة، وتبلغ مساحة القصر 150 ألف متر مربع، اقتطعت من أرض محميّة طبيعية، وبه نحو 1000 غرفة، وتبلغ تكلفته 491 مليون يورو، وواجه انتقادات عدة، ودافع الرئيس عن قصره قائلاً: إن مكتبه القديم كان يعج بالصراصير.
ويُذكر أن الرئيس التركي إردوغان دافع بشدة عن القصر الرئاسي، إذ قال في خطاب ألقاه أمام رجال أعمال في ديسمبر (كانون الأول) 2014 قائلاً: تنتقد المعارضة المقر الرئاسي الجديد، لكن اسمحوا لي أن أقول لكم إنه يضم ما لا يقل عن 1150 غرفة وليس 1000 غرفة كما يزعمون. وأضاف إردوغان: لا يجب التوفير عندما يتعلق الأمر (بهيبة) أمّة!