بقلم - مشعل السديري
أول جريمة قتل حدثت في تاريخ البشرية هي عندما قتل (قابيل) ابن سيدنا (آدم) أخاه (هابيل)، والسبب أختهما (إقليما)، وبدون ذكر للتفاصيل (فتش عن المرأة)، التي ما أن تدخل بين اثنين، حتى تكون مشروعاً لجريمة ما، لهذا نزل العقاب واخترعت السجون.
وأكثر مساجين في أي دولة في العالم هم في (الولايات المتحدة)، إذ يناهزون (2.5) مليون سجين، وهذا الرقم يفوق عدد المهندسين في أميركا عند 1.53 مليون، وكذلك عدد معلمي الثانوية العامة عند 1.05 مليون، ويعني أيضاً وجود مشكلة كبرى فيما يتعلق بالتعامل مع الجريمة.
وأدنى دولة في العالم بالجريمة هي (آيسلندا) التي لم يقتل في تاريخها كله سوى رجل واحد، عندما أخذ يطلق الرصاص عشوائياً تحت تأثير المخدرات أو الكحول، لهذا اضطر رجال البوليس للتعامل معه حفاظاً على أرواح الآخرين.
وتأتي بالدرجة الثانية (السرقة) التي هي كذلك من أهم أسباب الجريمة، ومن حسن الحظ أن هناك نسبة لا بأس بها من اللصوص، يتمتعون بغباء منقطع النظير، مثل ذلك اللص الفرنسي الذي ذكرته الأخبار، عندما دخل أحد المنازل بواسطة الخلع، وكان وقتها جائعاً وأول ما توجه إلى الثلاجة فوجدها عامرة بالمأكولات، مع 3 زجاجات من الشمبانيا، فأكل إلى أن اتخم، وشرب إلى أن حلّق، وتمدد على الكنبة من شدة الانشراح، ولكنه راح في سبات عميق، لم يفق منه إلا ورؤيته لأصحاب المنزل ورجال البوليس، ليضعوا (الكلبشات) بيديه ويسوقوه كالثور إلى السجن.
ولص آخر أراد أن يدخل من كوة صغيرة على سطح أحد المخازن الكبرى، وحيث إن الفتحة لم تتسع علق بها ولم يستطع النزول أو الطلوع، إلى أن وصل العمال بالصباح فأخذ يستنجد بهم، وأنزلوه وهو (ربي كما خلقتني)، ولكي يوثقوا سرقته صوّروه كما هو.
أما الحادث الذي لا يمت للعقل بصلة، فقد حدث في ليله عرس، وللمعلومية فنحن نسمع في بلادنا العربية عمّن يطلق أعيرة نارية في الهواء تعبيراً عن الفرحة في الأعراس.
غير أن أحد الإخوة من اليمن الشقيق، أراد أن يحتفل ويعبر عن فرحته في ليلة زواج أخته من صديقه، فبدلاً من أن يطلق الرصاص، إذا به يفجر قنبلة يدوية، ما أدى إلى قطع كفه وكسر رجله، وإصابة ما لا يقل عن (12) شخصاً نقلوا جميعاً إلى المستشفى، ويبدو لي أن ذلك الأخ اليمني كان (معبّي الطاسة) على الآخر، مثل صاحب الشمبانيا الفرنسي، والعياذ بالله.