بقلم - مشعل السديري
القضية الفلسطينية وما أدراكم ما القضية؟!، لا نريد أن نذهب بعيداً جداً لكي لا نتوه أكثر، ولكن لنبدأ بتلك الحرب الفجائية الارتجالية التي بدأها الرئيس الراحل عبد الناصر عندما أغلق خليج العقبة، وأمر بسحب جميع قوات الأمم المتحدة، واستغلت إسرائيل تلك الفرصة الذهبية واحتلت كامل سيناء، وفوقها كامل أرض فلسطين والجولان السورية خلال ستة أيام، وبعدها طرح قرار 242 أو (مشروع روجرز)، وهو الذي ينص على وقف القتال وانسحاب الجيوش والاعتراف بالحدود، ووافق الرئيس عبد الناصر، وكان بذلك أول زعيم عربي في التاريخ اعترف ضمنياً بإسرائيل بحدودها الحالية.
ومن يومها ومنظمة التحرير تتخبّط، عندما رفضت أن تحضر اجتماع (مينا هاوس)، الذي عادت بموجبه سيناء إلى مصر، ووادي عربة إلى الأردن لأنهما اعترفا بالواقع، وضاعت الفرصة على المنظمة لاستعادة الأراضي الفلسطينية التي فقدت.
وأرجو المعذرة عندما قلت إن المنظمة تتخبّط؛ لأنني لم أجد كلمة تعبر عن واقعها أكثر منها، ولكن دعوني أفرسكم قليلاً أو أصدمكم بعدد اتفاقات المصالحات (الشكلية) التي جرت بين فتح وحماس خاصة.
الأولى: حصلت عام 2005، ونصت على توحيد الفصائل، ولكن للأسف كانت على ورق.
الثانية: عام 2006 لتشكيل حكومة وطنية بينهما، وما زالت تراوح في مرحلة التشكيل.
والثالثة: تم توقيعها عام 2007 في مكة المكرمة، على وقف الاشتباكات بينهما، ولكن رغم (قدسيّة المكان) لم تتوقف.
والرابعة: عام 2008 تمت في صنعاء، على أن تتخلى حماس عن حصتها في غزة، غير أنها زادت (كلبشتها) بها أكثر وأكثر.
والخامسة: في دمشق عام 2010 للتوفيق بين الفصائل المتناحرة - فزاد التناحر - (والله يحلل البزارين).
والسادسة: في عام 2011 أعلن ممثلو الفصيلين اتفاقاً بواسطة القاهرة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، وذهبت في خبر كان.
والسابعة: في الدوحة عام 2012 لتكون خطوة للأمام، فعادت عشر خطوات للخلف.
والثامنة: في عام 2013 وجرت بالقاهرة، وأعلن فيها محمود عباس وخالد مشعل أنهما سيجددان المصالحة بحضور محمد مرسي، (وهذاك هو وجه الضيف).
وبعدها ولكي أختصر، جرت بينهما اتفاقات في كل من الأعوام 2014، 2016، 2017، 2020، وهي التي رفض فيها الطرفان (صفقة القرن) التي قضى عليها وباء كورونا.
والآن لدي سؤال - رغم بياخته فهو حاسم - ولا بد أن أطرحه، وهو: ما توقعاتكم لنتيجة اجتماع المصالحة الأخير الذي عقد بينهما في القاهرة قبل خمسة أيام؟!، أرجوكم لا تسألوني عن توقعي، ففي فمي (ماء ماء ماء).