بقلم - مشعل السديري
قال الرسول، عليه الصلاة والسلام، وهو يحث الرجال على حسن السلوك والأدب مع النساء: (رفقاً بالقوارير) – وهل هناك نصيحة ووصف أروع من ذلك؟! ولكن في المقابل ما أكثر ما حطّم بعض أجلاف الرجال تلك (القوارير)!
ففي دولة كـ (قرغيزستان)، كان الرجال يختطفون سنوياً عشرات الآلاف من البنات بكل فخر، ليتزوجوهن قسراً، ويعدّون ذلك من الأعراف والتقاليد.
وتصدت لهم امرأة شجاعة تدعى (زايله)، وذلك عندما اختطف أحدهم شقيقتها ثم قتلها عندما رفضته زوجاً لها، وبموقفها ذاك أيّدها البرلمان لمكافحة تلك التقاليد الجاهلية.
كما أعجبتني امرأة هندية اسمها (سامبات) عندما شاهدت رجلاً يضرب زوجته ضرباً عنيفاً، توسلت إليه أن يتوقف، لكنه بدلاً من ذلك عنّفها هي الأخرى، وزاد بتمريغ وجه زوجته بالتراب.
فلم تتقبل (سامبات) العنف، وقررت الانتقام منه، فعادت في اليوم التالي ومعها 5 من النساء يحملن عصي الخيزران وأوسعن الرجل ضرباً، وانتشر الخبر كالنار في الهشيم، وعرض الكثير من النساء الانضمام إليها، واختارت الساري الوردي زياً لهن، وسمّتهن (العصابة الوردية)، وبلغ عددهن أكثر من (400) ألف امرأة، وتحول أكثر الرجال بعدها بقدرة قادر إلى (أرانب).
يا ليت من أخذ (زايله) و(سامبات) وشبيهاتهما إلى منتجع (سوبرشي)، وهو يقع على جزيرة قبالة ساحل بحر البلطيق في فنلندا، وقد اشترت تلك الجزيرة سيدة أعمال يقال لها (كريستينا) وأقامت بها جنّة للجنس اللطيف، ومحرّم على الرجال والمثليين دخولها، ونساء الجزيرة مستقلات مادياً وعاطفياً، ويسعين لإخراج أفضل ما لديهن من إمكانيات وطاقات إيجابية.
ويمتد موسم الترفيه لهن (12) أسبوعاً بدءاً من شهر يونيو (حزيران)، ويبدأ البرنامج الترفيهي للسيدات منذ بداية نقلهن من مطار هلسنكي إلى الجزيرة ليمارسن رياضة التجديف، وركوب الدراجات، والمشي لمسافات طويلة وتمارين اليوغا، بالإضافة لعلاجات الوجه والتدليك وحمامات الساونا الفنلندية.
وتتسم قائمة الطعام، حسب كريستينا، بأنها صحية والهدف منها هي التخلّص من السموم وفقدان الوزن والمحافظة على الرشاقة.
احتج (المثليون) ورفعوا قضية في المحكمة على صاحبة المنتجع قائلين بما معناه: فهمنا منعكم للرجال، ولكن لماذا شملتمونا معهم ونحن لا ننتمي إليهم لا من قريب أو بعيد؟! ومعهم الحق بذلك، وما فيش حد أحسن من حد.