بقلم - مشعل السديري
اعتاد أبو دجانة أن يكون في صلاة الفجر خلف الرسول الكريم، ولكنه ما كاد يُنهي صلاته حتى يخرج من المسجد مسرعاً، فاستلفت ذلك نظر الرسول الكريم فاستوقفه يوماً وسأله قائلاً:
يا أبا دجانة، أليس لك عند الله حاجة؟، قال أبو دجانة: بلى يا رسول الله، فقال النبي: إذن لماذا لا تنتظر حتى تختم الصلاة معنا وتدعو الله ما تريد؟ فردّ عليه: السبب في ذلك أنّ لي جاراً من اليهود له نخلة فروعها في صحن بيتي، فإذا ما هبّت الريح ليلاً أسقطت رطبها عندي، فتراني أخرج من المسجد مسرعاً لأجمع ذلك الرطب وأردّه إلى صاحبه قبل أن يستيقظ أطفالي، فيأكلوا منه وهم جياع.
ولما سمع أبو بكر ما قاله أبو دجانة، ذهب إلى اليهودي واشترى منه النخلة ووهبها لأبي دجانة، وعندما علم اليهودي بحقيقة الأمر أسرع بجمع أولاده وأهله، وتوجه بهم إلى النبي معلناً دخولهم الإسلام.
أبو دجانة خاف أن يأكل أولاده من نخلة يهودي وليس مسلماً فما بالك بمن يأكل أموال ملايين من البشر المسلمين، وقد يقول بكل قواية عين وبدون أي خجل: (هذا من فضل ربي).
***
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي مبيناً انحياز اللغة العربية إلى تاء التأنيث: الحرف بمحدوديته ذكر واللغة بشمولها أنثى، والسجن بضيق مساحته ذكر والحرية بفضائها أنثى، والبرد بلسعته ذكر والحرارة بدفئها أنثى، والجهل بكل خيباته ذكر والمعرفة بعمقها أنثى، والتخلف برجعيته ذكر والحضارة برقيّها أنثى، والمرض بذلّه ذكر والصحة بعافيتها أنثى، والموت بحقيقته ذكر والحياة بألوانها أنثى، والفقر بكل معاناته ذكر والرفاهية بدلالها أنثى، والجحيم بناره ذكر والجنّة بنعيمها أنثى، والظلم بوحشيته ذكر والعدالة بميزانها أنثى – انتهى.
إذن لا تلومونني إذا أنا مت (بدباديب) الأنثى.
***
واحد راح يخطب جلس مع والد العروسة، وكان يأكل لباناً، فسأله أبوها باستغراب: هذي مناسبة تأكل فيها لباناً؟! فقال: ضروري بعد السيجارة. وعاد يسأله: أنت تدخن؟! فقال: وقت ما أشرب. ففرصع عينيه وسأله: أنت تشرب؟! فردّ عليه: ساعات لما آجي ألعب قمار. فسأله: وكمان أنت بتلعب قمار؟! فردّ عليه: من بعد ما طلعت من السجن. فسأله: وكذلك انسجنت؟! فردّ عليه: أيوا عشان قتلت واحد تقدمت لبنته ورفضني، فأسرع الأب يقول: على بركة الله، نقرأ الفاتحة.
***
صحيح: ما كل ما يتمنى المرء يدركه، ولكن الفتاة الجميلة تحصل عليه بطريقة سحرية – هذا إذا كانت ذكية.