بقلم - مشعل السديري
زوج جزائري اسمه (سليم رخروخ) يعمل حارس مدرسة، ضرب مثلاً نموذجياً في الوفاء بصبره على حمل زوجته على كتفيه ليل نهار، منذ سنوات بعدما أُصيبت فجأة بشلل تام أسكن حركتها.
وأصبح هو من يقوم برعايتها، لأنه يستيقظ باكراً ليُحضر لها الفطور ويذهب إلى العمل ثم يعود لينظف المنزل ثم يُحضر الطعام، ويُطعمها بيده لأنها لا تقدر على حمل الملعقة، ثم يعطيها الدواء، ويُجلسها على السرير، وفي الليل يستيقظ أكثر من أربع مرات ليقلّبها من جنب إلى جنب.
وما أبعد هذا الأخ الجزائري عن رجل من الأردن الشقيق، عندما انقضّ كالوحش الكاسر بالضرب والشتم على سيدة في أثناء تسوّقها من محل تجاري في مدينة (إربد)، معتقداً أنها زوجته.
فهو عندما شاهد السيدة تتسوق من أحد محال الألبسة هاجمها بغتة وضربها ضرباً مبرحاً فَعَلا صوتها بالصراخ والبكاء، وعندما اكتشف خطأه متأخراً، تأسف منها قائلاً: (والله فكّرت مرتي)، ثم انطلق هارباً.
غير أن (السكيورتي) قبضوا عليه في المحل وسلّموه للشرطة، وعند استجوابه كان عذره أقبح من فعله، عندما قال: «إنني فقدت أعصابي عندما استيقظت متأخراً، ووجدتها لم تجهّز لي الفطور قبل أن تذهب إلى المحل التجاري حسب اتفاقي معها، ومن سوء حظ تلك المرأة أن لباسها وهيئتها تشبه زوجتي، فظننت أنها هي، فهجمت عليها بعد أن أعماني الغضب، فأنا بصراحة لا يمكن أن أكون مجرد (شرّابة خُرج)، كيف ما تسمع الحرمة كلامي؟!
ولا أدري كيف حلّوا مشكلته مع تلك السيدة المسكينة المضروبة التي انتقلت إلى المستشفى وهي في حالة سيئة.
أما المرأة (بنت أبوها) التي تضرب ولا تنضرب، فهي زوجه لمواطن سعودي تعرّض لضرب مبرح على يدها، وانتقل الموضوع إلى جهة الاختصاص بوصفها قضية عنف أسري.
وذكرت صحيفة (المدينة) أن أحد المستشفيات استقبل في محافظة ينبع مواطناً (ديليكات) مضروباً، إلاّ أن المستشفى أصر على استدعاء الشرطة، وقال الرجل في إفادته إن الكدمات والخدوش بسبب ضرب زوجته له إثر خلاف نشب بينهما.
ووصف التقرير الصادر عن المستشفى أن الرجل مصاب باحمرار بالعين اليمني، وكشوط بالوجه، وفي مناطق متعددة من الظهر والمؤخرة وجرح غائر أسفل العين اليمنى، مشيراً إلى احتياجه إلى أسبوعين من النقاهة.
وفي المستشفى ذكر هو لمراسل الصحيفة (بكل شفافية): «إن زوجتي لا تتفاهم معي إلاّ بالأسلوب العنيف، وتسألني بين الحين والآخر: (من فين يوجعك)؟!، وهات يا ضرب».