بقلم - مشعل السديري
مع الأسف أن كثيراً من المواليد والأطفال الصغار لا يرضعون الحليب من أثداء أمهاتهم – خصوصاً إذا كانوا من مواليد ما يسمّى (العالم الأول) - فهم يرضعون حليبهم (بالببرونات) التي هي الرضّاعات الصناعية.
لأن كثيراً من النساء يعملن ولا وقت كافياً لديهن، كما أن بعضهن نساء (مفذلكات) يخشين على صدورهن من الترهل، مع أن الأطباء يؤكدون دائماً فوائد لبن الأم للرضّع – ولكن (على من تعزف مزاميرك يا داوود؟!).
غير أن صاحب مقهى في منطقة (كوفنت غاردن) بلندن، فطن إلى تلك الظاهرة، فتفتقت قريحته عن عمل (آيس كريم) من لبن الأمهات.
وكان المقهى قد نشر إعلاناً في إحدى الصحف طلب فيه متبرعات بلبن الأم، وأبدت الكثيرات من الأمهات الحاملات أو الوالدات طبيعياً أو قيصرياً استعدادهن لتقديم (المادة الخام) لصنع هذا المنتج الجديد، بل إن بعضهن وعدن بأنهن لن يترددن في تناول ذلك الآيس كريم مع أطفالهن.
وأكد مدير المقهى (مات أوكورف) أن اللبن يخضع لنفس إجراءات الفحص التي يخضع لها الدم، إذا كان (لبن الأم)اً مفيداً لأطفالنا فهو مفيد للكبار والشباب أيضاً، بل إن الكثير منهم تهافتوا عليه وفضلوه على غيره، لأنه منتج حيوي وطبيعي تماماً.
ورأت إحدى المتبرعات واسمها (فيكتوريا هايلي) أنه لا توجد أي مشكلة في صنع آيس كريم من لبن الأم، وقالت إن هذا الأمر من الممكن أن يشجع الكثير من الأمهات على العودة للرضاعة الطبيعية، وتحصل كل متبرعة على 15 جنيهاً إسترلينياً مقابل كل ربع لتر من اللبن.
ويحمل الآيس كريم الجديد اسم (بيبي غاغا) وهو محلّى بفانيليا من مدغشقر وقشر الليمون المبشور، ويقدم المقهى هذا المنتج الجديد كحلوى، ويبلغ سعر الوحدة منه 14 جنيهاً إسترلينياً – يا بلاش!
وهذه الفكره – مع الفارق بالطبع - ذكّرتني بلاعب التنس المصنف الأول عالمياً (توفاك جوكوفيش) الذي احتكر جبن الحمير الموجود في أنحاء العالم، إذ يشتري كل الكمية الموجودة في الأسواق العالمية، ويعد جبن (بيبول) النادر الأغلى ثمناً في العالم، إذ يصل سعر الغرام الواحد إلى 500 دولار، ويُصنع من لبن الحمير.
وتقوم مزرعة في منطقة (زاسكافيكا بسيبيريا) بإنتاج هذا الجبن، الذي ينوي اللاعب استعماله في سلسلة مطاعم سيفتتحها قريباً، حسبما أفادت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية.
وفي مقابلة له مع تلك الصحيفة، عزا سر نشاطه وحيويته وانتصاراته، إلى تناوله ذلك الجبن كل صباح مع فطوره.