بقلم - مشعل السديري
قبل جائحة (كورونا) بسنوات عدة حصل موقف محرج لوزيرة الصحة والشؤون الاجتماعية الفرنسية (ماريسول توران) خلال زيارتها الرسمية إلى إسرائيل، حيث رفض نظيرها الإسرائيلي ياكوف ليتزمان، الذي يتزعم أيضاً الحزب المتشدد (آغودا – إسرائيل) مصافحتها خلال زيارتها الرسمية إلى القدس.
وكان هدف زيارة الوزيرة الفرنسية التشاور حول سبل مواجهة سقوط عدد كبير من الضحايا في حال وقوع اعتداءات، بحسب مصادر فرنسية عدة.
وسائل إعلام فرنسية أشارت إلى أن المسؤولين الفرنسيين كانوا قد أخبروا وحذروا ماريسول توران بشكل مسبق عن البروتوكول، واحتمال أن يرفض ياكوف ليتزمان مصافحتها؛ وذلك لتفادي أن تجد نفسها في وضعية محرجة، خاصة أن الوزير الإسرائيلي، الذي يبدو أنه يطبق تعاليم دينية يهودية متشددة بخصوص الفصل التام بين الرجال والنساء خارج إطار الزواج، وسبق له أن رفض مصافحة وزيرة الصحة البلجيكية لورات أونكلينكس خلال لقاء جمعهما في جنيف.
ووزيرة الخارجية البلجيكية أعربت حينها عن انزعاجها العميق من هذا التصرف الذي اعتبرته مهيناً على صفحتها على «فيسبوك» عبر منشور بعنوان (يداي نظيفتان).
الصحافة الفرنسية من جهتها لم تستسغ غياب ردة فعل الوزيرة التي عادة ما تدافع بشدة عن القيم النسوية. وجاء آخر موقف لها في هذا السياق على حسابها في «تويتر»، واعتبرته توران تمييزياً ضد النساء ونددت به بقوة.
وقبل أن أحكي لكم عن موقف شبه مماثل حصل لي أيضاً قبل هذه الجائحة (الملعونة)، ولكن لا بد أن أعترف أمامكم أنني لأول مرّة أعرف أن اليهودي المتشدد، يرفض مصافحة أي امرأة ليست زوجته، ويبدو لي أن ذلك الإسرائيلي يطبق تعاليمه أفضل مني.
ففي إحدى الإجازات الصيفية، ذهبت إلى (ماربيا) في إسبانيا، لكي أطلق رجولي وأستمتع (بالتبطّح) على رمالها، والسباحة في شواطئها الرائعة.
وفي أحد الأيام دعاني صديق لحضور وليمة عشاء مختلطة في داره، ولبّيت الدعوة برحابة صدر، وبعد أن ضربت نفسي وشياكتي (بالشيطان الرجيم) ذهبت، وما أن دخلت وإذا صاحب الدعوة وزوجته واقفان يرحبان بحضوري من ضمن المدعوين، وتعانقت مع الرجل ولكن ما أن مددت يدي لمصافحة زوجته، حتى رفضت هي أن تمد يدها، وتركت يدي (تتطوّح) بالهواء لدقائق عدة، ونظرات الحضور رجالاً ونساءً شاهدة على فشيلتي المجلجلة، وانسحبت وأنا أجرجر قدميّ والعرق يتصبب من جبيني، ومن يومها حتى هذه اللحظة أرفض رفضاً قاطعاً أن أصافح أي امرأة حتى لو كانت بنت ماء السماء.