بقلم : مشعل السديري
سألوا الذئب: لماذا أنت تعدو أسرع من الكلب؟! فأجاب: لأنني أعدو من أجل نفسي، بينما الكلب يعدو من أجل سيده.
ولكن رغم أنني ذئب، والذئاب قليل - على وزن رجل والرجال قليل - فإن المشكلة أن كثيراً من الكلاب - يا لهوي بالي - سبقتني بالعدو، ولا أدري إلى الآن: هل أنا ذئب بطران، أم خرع، أم جبان، أم مكرسح، أم ملتزم بحقوق الإنسان أكثر من اللازم؟
وبهذه المناسبة الحيوانية، وبكل شفافية وروح رياضية، أشد بيدي على ذيل كل كلب أخذ الميدالية الذهبية في الهوهوة، والذود عن حياض سيده، الذي خطف اللقمة من أفواه الجياع وأتبعها بالأخضر واليابس.
والآن لا أملك إلا أن أقول: عوووووو... ولا حياة لمن أنادي.
**
هل تصدقون أن هناك عصفوراً تسبب في مقتل 15 مليون شخص؟!
ففي عام 1958 أمر الزعيم الصيني شعبه بقتل جميع أنواع طيور الدوري؛ لأنها تأكل المحاصيل وتقلل من الإنتاج الزراعي، وكان الفلاحون يقتلون عشرات الآلاف من طيور الدوري، وكان من يقتل أكبر عدد يتلقى جوائز ومكافآت، ويعامل معاملة الأبطال الوطنيين.
وانتشر لاحقاً الجراد الذي كانت تأكله طيور الدوري بشكل مأساوي في جميع أنحاء البلاد قاضياً على المحاصيل، التي تسببت في وفاة 15 مليون إنسان بالجوع، الخلاصة: لعل من قطعت رزقه وقوته، كان يدفع عنك الكثير من الشرور العظيمة وأنت لا تعلم.
**
عقد الزواج معروف للجميع أنه يتم عند المأذون الشرعي، سواء يتم في المحاكم أو أن يأتي المأذون الملتحي للمنازل، متأبطاً ملفّه الذي يكتب فيه العقد ويوثق الشهادات، وهي مهنة متعارف عليها ومقتصرة على الرجال.
غير أن المرأة استطاعت في المدة الأخيرة أن تقتحمها بقدرة قادر، وهذا ما حصل بالمحكمة الشرعية في مدينة رام الله بفلسطين، حيث عينت (فلانة) مأذونة شرعية، فتراها تراجع الملفات وتتحقق من بطاقات الهوية للمراجعين، وتسأل وتستمع وتتشاور قبل إتمام الزواج أو الطلاق، واكتسبت بذلك شعبية كبيرة عند النساء، ولكن المشكلة التي ما توقعتها وأكدها لي أحدهم عندما قال لي: إن (الشيخة) مطلقة - نعم إنها منفصلة عن زوجها عن طريق الطلاق - فهل معنى ذلك أنه من الممكن أن يكون «باب النجار مخلع»؟!
عموماً ارتبط عندي اسم مدينة رام الله بالأغنية التي تقول: وين عارام الله/ ولفي يا مسافر وين عارام الله، ما تخاف من الله/ خذيت قليبي وما تخاف من الله.