بقلم - مشعل السديري
الكاتبة السعودية ريهام زامكة تطرّقت في مقال كتبته عن تعدد الزوجات، وقالت: لا أحد يستنكر التعدد أو يحرّمه، فالإسلام شرّع للرجل تعدد الزوجات مثنى وثلاث ورباع بالعدل؛ ولهذا حكمة إلهية لا يعلمها إلاّ الله، لكن لا أحد يستنكر أيضاً على امرأة غيورة ومحبة لزوجها رفضها {شريكة} تشاركها فيه، وهذا من حقها الإنساني.
عندها تسلموها وكأنها اقترفت إثماً، لمجرّد أنها أكدت غيرة المرأة الغريزيّة، إلى درجة أن أحدهم قال ناصحاً للرجل: احرص على الكتمان ولا تخبر الأولى، وقال الثاني: إن الأصل بالزواج هو {التعدد} وليس الواحدة، وقال الثالث: أيها المسلم متّع نفسك بأربع في الدنيا، إلى أن تمتع نفسك {بالحور العين} في الجنة، وأكد الرابع: أن الزوجة إذا كبرت أصبح من حق الرجل أن يبحث عن أخرى صغيرة ونشيطة تجدد فراشه، أما الذي {جايب العيد} حقاً، فقال: الحمد لله أنني متزوج بثلاث: واحدة تحمّر وواحدة تقمّر وواحدة تشمّر، وأنا بينهن عايش {آخر آلسطا}.
وخطرت على بالي الآن هذه الحادثة التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها سائق سيارة، وهو يتعمد تسجيل المخالفات المرورية عند الإشارات في الشوارع، والسيارة تعود لزوج أخت السائق؛ وذلك تنفيذاً لطلب شقيقته التي أرادت الانتقام من زوجها بتكبده الخسائر ليلة زفافه من أخرى، وبلغت المخالفات أكثر من 300 ألف ريال في ليلة واحدة.
فالغيرة كامنة في أعماق الإنسان؛ لهذا نسمع دائماً مثل هذه الأقوال: لولا الغيرة ما كبرت الصغيرة، أو: من غيرتها خلت زوجها يندم على عشرتها، وأهم من ذلك كله أن {اللما يغار حمار}.
وليست الغيرة مقتصرة على المرأة، ولكنها أيضاً تشمل الرجل، والدلالة على ذلك هي تلك الحادثة العجيبة، التي هي بعيدة ولله الحمد عن عالمنا الإسلامي.
فهناك أرملة كينية ميسورة الحال، أبرمت عقداً للزواج برجلين، والقانون الكيني يجيز ذلك.
وذكرت صحيفة {ديلي نيشن} أن السيدة تعرفت وأعجبت بكل من سيلفستر مويتدوا وليجا كيماني، وقررت أن تجمع بينهما بموجب عقد زواج يلزمها بالإنفاق عليهما في منزلها، وأن تحدد جدولاً لمواعيد نوم كل واحد منهما، ولكن هذه الطريقة جابهتها بعض المشاكل، {فالغيرة}، قاتلها الله، التي تحدثنا عنها، بدأت تشتعل بين {الطبينين} – خصوصاً أن الزوجة في المدة الأخيرة أخلّت بأحد شروط العقد، ولم تكن تعدل بينهما!
وانتهت العملية بأن الزوج {الغيور} قتل الزوج المفضل {المتبغدد}.