بقلم _ مشعل السديري
في الليلة البارحة كنت مع مجموعة صغيرة من الأصدقاء، وكان أغلب الحديث كله يدور من خلف (الكمامات)، عن توقعاتهم لنتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية. وكنت الوحيد بينهم الذي لزمت الصمت؛ لأنني لا أطيق ولا أفهم في السياسة، وفوق ذلك فتلك الانتخابات لا ناقة لي فيها ولا حتى طلي – فعلى إيه أنا أشغل بالي وأحرق أعصابي؟!
ولكن إذا كان ولا بد من أن أدلي بدولي في هذه المعمعة، فحسب معلوماتي (الخنفشارية) سوف ألقي نظرة خلفية على بعضهم كأشخاص عاديين قبل أن يكونوا رؤساء:
فهل تعلمون أن عدداً ليس بالقليل من رؤساء أميركا لم يحصلوا على شهادة جامعية، ومنهم: جورج واشنطن، وفان بيرون، وتايلور، وفيلمور، ولينكولن، وكليفلاند، وترومان، وكان جيمس ماديسون أول شخص تخرّج، من بين 43 رئيساً أميركياً.
أما عن مهنهم قبل الرئاسة، فجروفر كليفلاند عمل جلاداً، وكان الرجل المسؤول عن المشنقة، وأندرو جاكسون كان خياطاً، أما أبراهام لينكولن فكان ساقياً محترفاً في إحدى الحانات، ورونالد ريغان اشتغل بالتمثيل وشارك في بعض أفلام هوليوود، واشتغل جيرالد فورد عارض أزياء، وهو الوحيد الذي استهوتني مهنته قبل الرئاسة، ومن النوادر التي تحكى عنه: أنه لا يستطيع أن يعمل شيئين في وقت واحد، فهو لو أراد أن يمشي وأن يعلك في الوقت نفسه فلا يستطيع، فإما أن يمشي ويتوقف عن العلك، أو يعلك ويتوقف عن المشي.
وريتشارد نيكسون عمل حطاباً، ولويس غرانت كان سائساً للخيول، وجيمي كارتر كان مزارعاً (للفول السوداني).
وعلى فكرة، فكل هذه المهن التي امتهنوها لم تنقص من قدرهم في شيء، فالعمل شرف لكل إنسان، ومن سار على الدرب وصل، وأريد أن أختم بعمل فني كان فيه تنبؤ أو توقع للرئيس الحالي ترمب، الذي هو الآن (على المحّك):
ففي إحدى الحلقات تحت عنوان (بارت تو ذي فيوتشر) ظهرت الشخصية الكرتونية (ليزا) في البيت الأبيض التي تبوأت منصب رئيسة الولايات المتحدة في عام 2030 خلفاً للرئيس السابق ترمب الذي سبب أزمة مالية فبات عليها حلها.
كان هذا في عام 1989 حسب فيلم الجريمة الكوميدي (Ghosts Can›t Do It)، وحصل في هذا الدور على جائزة التوتة الذهبية التي تمنح لأسوأ ممثل وأسوأ فيلم سينمائي، وكان ترمب أيضاً مصارعاً ليس بالجيد، كما كان راعياً لحفلات ملكات جمال العالم – وهذه أيضاً هي المهنة التي أتمنى الحصول عليها.