بقلم - مشعل السديري
أنت تريد وأنا أريد، والله يفعل ما يريد؛ فقد أصبح حانوتي في إندونيسيا مليونيراً بغمضة عين، وذلك في حادثة غريبة شهدت سقوط نيزك فضائي بقيمة مليوني دولار على سطح منزله، وكان وقتها يعمل على صنع نعش خارج منزله في بلدة كولانج. ذلك (المعتر) كانت هذه شغلته التي يعتاش منها على (الأموات)، وكلما كثرت أعدادهم ازداد دخله من بيع النعوش، إلى أن قيض الله له ذلك الرزق الذي نزل عليه من السماء من دون أن يطلبه أو يتوقعه، وعرضوا عليه شراء النيزك، ووافق وقبض ثمنه وتبدلت حياته من عالم الموتى إلى عالم الأحياء.
وهو بعكس شاب نيجيري، اصطاد سمكة كبيرة من دون أن يعرف أهميتها، فعزم أصدقاءه عليها وفصفصوا عظامها.
إلى هنا تبدو الواقعة عادية، لكن تلك السمكة التي اصطادها الشاب ليست سوى سمكة كبيرة من نوع (مارين)، وهي أحد الأنواع النادرة والباهظة الثمن، وحسب وزنها فقد قدروا ثمنها بـ(2.5) مليون دولار، وهي بالنسبة للشعب الياباني لا سمكة تعلو عليها، سوى سمكة التونة الزرقاء التي بيعت إحداها بسعر (3.6) مليون دولار.
المأساة أن ذلك الشاب لم يعلم بأهمية تلك السمكة وقيمتها، إلا بعد أن انتهت تلك الوليمة المشؤومة، ويقال إنه بعد أن عرف ذلك أصيب بكآبة وإسهال حاد، نقلوه على أثرها للمستشفى.
فسبحان مقسم الأرزاق، واللي ما هو مكتوب لك لن تحصل عليه حتى لو (تتمنطر) – ولا أعلم ماذا تعني كلمة تتمنطر -، ولكنني كنت أسمعها منذ صغري وأستعملها كنوع من التحدي والتعجيز.
وأخلص إلى أن البشر كلهم يسعون إلى رزق الله، وينشدون تحسين أحوالهم بالحصول على أكبر قدر ممكن من المال، ومن يقول خلاف ذلك إنما هو يكذب أو يخدع نفسه – ولكن حسب (الأصول) والطرق المشروعة، بعيداً على اللعب (بالثلاث ورقات) - والإنسان دائماً يخشى ويخاف لا شعورياً من الفقر والعوز، والدلالة على ذلك أن دراسة جديدة كشفت مثلاً أن البريطانيين أخفوا ما يصل إلى (10) مليارات جنيه إسترليني من الأموال، أي ما يعادل نحو (16) مليار دولار، وادخروها سراً بعيداً عن متناول زوجاتهم وشريكات حياتهم.
وأضافت الدراسة أن نساء بريطانيا كذلك كن أكثر ميلاً و(شفاحة) لإخفاء أموالهن، واعترفت (28 في المائة) منهن بأنهن وفرن سراً كثيراً من الأموال بالمقارنة بـ(22 في المائة) من الرجال.
وهم بذلك طبقوا نصيحة (بنو يعرب) القائلة بما معناه: دس أو خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود – (اللهم فاشهد أني قد بلغت).