بقلم: حسن المستكاوي
** الإحساس بالمسئولية، والإحساس بخطر الخروج المبكر من دورى أبطال أفريقيا، والحماس، ووجود الوجوه الشابه فى التشكيل، كل هذا وراء فوز الزمالك على فريق الترجى القوى والمنظم، بجانب الهدف المبكر الذى سجله سيف جعفر من جملة تكتيكية اتسمت بالسرعة والحيوية. ثم عزز الثقة الهدف الثانى من ضربة الجزاء التى سجلها زيزو.. كثير من القراء والمشجعين يرون الاهتمام بفوز الأهلى أو الزمالك فى مباراة إفريقية تحيزا لأحدهما واهتماما خاصا به. وهو تفسير غير صحيح. لأن وجود الفريقين وكذلك وجود فيوتشر وبيراميدز فى دائرة القمة الأفريقية يعزز صناعة كرة القدم المصرية، وينعش كل ما يتصل بتلك الصناعة من لاعبين وأندية وشركات رعاية بجانب ما يعكسه من اهتمام إعلامى واسع على المستويات المحلية والقارية والعربية.. مبروك الفوز للزمالك. ونتمنى أن نقدم نفس التهنئة للأهلى وبيراميدز وفويتشر.
** هناك القليل من الأشياء هى الأصعب فى كرة القدم، وفى مقدمتها عدم فهم تلك النتائج القاسية التى تصيب الفرق الكبيرة. فقبل مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد كان الحديث يدور حول فريق يورجين كلوب الذى كبر فى العمر ويحتاج إلى تغيير فى أوراقه، كما تفعل الاشجار فى الخريف. وكان الامر على النقيض بالنسبة لمانشستر يونايتد الذى استيقظ أخيرا واحتل المركز الثالث فى الدورى. وخلال 11 يومًا هزم برشلونة وفاز بنهائى كأس كاراباو وكأس الاتحاد الإنجليزى وكان ندا لليفربول على مدى 43 دقيقة. ثم بدأ أبناء يورجين كلوب العرض الكبير.. وفاز ليفربول بسبعة أهداف نظيفة ونصب سيركا فى 47 دقيقة فى الشوط الثانى.. إن الهزائم الكبيرة أصبحت أكثر شيوعًا بشكل عام. ربما يكون لهذا عنصر تكتيكى، وهوتفسير لا يكفى، فما هو التفسيرالأكثر دقة؟
** هى ظروف مباراة، ومهارات لاعبين انفجرت، وهدف ثالث فى الدقيقة 50 أصاب لاعبى يونايتد بالإحباط واليأس والاستسلام، وترتب على الهدفين الأول والثانى وجود مساحات وعدم تنظيم فى دفاع يونايتد نتيجة صدمة الخسارة، والاندفاع إلى الأمام للعودة للمباراة. هذا هو التفسير عندما يتعلق الأمر بمباراة واحدة لها ظروفها، بينما خسر مانشستر يونايتد خلال 18 مباراة بالدورى من مارس إلى أكتوبر من العام الماضى 4ــ1 و4ــ0 و4ــ0 و6ــ3، وكانت تلك النتائج حصيلة أسباب فنية يعانى منها الفريق منذ عام 2016. وفى المقابل نذكر أن ليفربول قبل فترة قريبة خسر 7ــ2 أمام أستون فيلا، ثم فاز 5ــ0 و7ــ0، ثم خسر ست مباريات على التوالى، وكان ذلك نتيجة حالة فنية عامة ترتب عليها أن الفريق أخذ يصارع من أجل الدخول إلى دائرة الأربعة الأوائل هذا الموسم.
** نعم أصبحت النتائج الغريبة ظاهرة، فمن قبل أيضا فاز ليفربول فى مباريات أخرى مع فرق أخرى 9ــ0 و7ــ1 و7ــ0 لكنه تعرض أيضًا لهزيمة 5ــ2 قبل أسبوعين بدت كأنها نوع من الكارثة التى لا يمكن إصلاحها. ولكنه كان رائعًا فى الشوط الثانى أمام يونايتد..
** فى هذا اللقاء المحشود بالتاريخ والحساسية والغضب شهدت مقدمة الهجوم فى ليفربول تفاهما وتناغما بين الثلاثى محمد صلاح وكودى جاكبو وداروين نونيز، أسقط كل ما كان يقال عن تأثير رحيل ساديو مانى. فقد اتسم أداء الثلاثة بالسرعة والحيوية والحركة والقسوة أيضا، ويبقى لصلاح أرقامه القياسية التى حققها، 22 هدفا فى الدورى والهداف التاريخى لفريقه فى البريميرليج 129 هدفا، وغير ذلك من أرقام. ولكن يبقى له ويبقى عندى أيضا له أيضا قبل ذلك مهاراته وإبداعه فى المراوغة وفى التحرك وفى الخفة والرشاقة والسرعة، ويبقى له براعته فى التسجيل وفى التمرير. فقد كان من أجمل ألعابه فى مباراة يونايتد مراوغته لمارتينيز ثم تمريرته إلى جاكبو. الإبداع يعزز الأرقام القياسية. والإبداع يقدمه هؤلاء النجوم الذين يلعبون كرة القدم كأنهم فى مكانة خاصة فوق سطح القمر، مثل صلاح..