بقلم - حسن المستكاوي
** لم يقدم منتخب مصر أفضل أداء أمام غينيا لأسباب ضاربة فى جذور الكرة المصرية وفى فلسفة ممارستها . وأذكر الذين نسوا، المنتخب مع كيروش فى أكتوبر 2021، فاز على ليبيا بصعوبة 1/صفر فى أولى مبارياته بتصفيات كأس العالم. وكذلك فاز المنتخب تحت قيادة إيهاب جلال بصعوبة على غينيا 1/صفر. والفارق بين كيروش وإيهاب جلال، أن عدد مهاجمى المنتخب فى مواقف الهجوم مع إيهاب جلال أكثر عددا من مهاجمى المنتخب عند امتلاك الكرة فى عهد كيروش. وهناك أيضا فارق فى المستوى بين منتخبى غينيا وليبيا.
** فى التصفيات الحالية تعادلت تونس أخيرا مع بوتسوانا سلبيا بعد فوزها على غينيا الإستوائية 4/صفر، وتعادل منتخب غانا 1 / 1 مع مضيفه منتخب أفريقيا الوسطى، وكانت فازت على مدغشقر 3/صفر. وكلاهما تونس وغانا أفضل حالا من منتخب مصر حاليا، بينما غينيا أفضل من إفريقيا الوسطى وبوتسوانا.
** لمزيد من التذكرة، لم يلعب المنتخب الكرة الهجومية الجميلة والممتعة، تحت قيادة الأجانب منذ عام 2004، وهم تارديلى وبرادلى، وكوبر وخافير أجيرى، وكيروش. وقدم أحسن عروضه وأقواها مع حسن شحاتة فى 2008، حين لعب الفريق دون ضغوط.
** وفى مباراة المنتخب أمام غينيا ظلت هناك نفس المشكلات القديمة التى يعانى منها الفريق منذ 2010. مثل القوة والسرعة فى التمرير واللعب المباشر. وقرار مبكر لتمرير أسرع، وتعدد اختيارات التمرير. وهذا بجانب عدم القدرة على حل أزمة مواجهة الضغط العالى من الخصم.. إلا أن المشكلة الأكبر هى عند تحليل أداء منتخب مصر يقع الكثيرون فى خطأ عدم رؤية أداء الفريق المنافس، فقد لعب منتخب غينيا بنظام دفاعى حديث يبدأ بالضغط العالى، وبتقارب خطوطه لتضييق المساحات، ولعل مشاهدة المباراة مرة أخرى أو ثالثة، تسمح برؤية الفريق الغينى وهو يلعب فى مساحة 25 مترا فى أوقات كثيرة مما صعب المهمة جدا على المنتخب الوطنى..!
** تقول الأرقام ويقول كتاب التاريخ الشهير الذى حفظناه: منتخب مصر مصنف رقم 32، وغينيا رقم 80. ومصر بطلة القارة 7 مرات، وغينيا لم تحرز اللقب أبدا. والمنتخب مسلح بعدد قليل من المحترفين، بينما غينيا تضم 22 محترفا من 23. ومنهم أربعة فى أندية كبيرة. وتقول الأرقام أن المنتخب فى أولى مبارياته استحوذ على الكرة بنسبة 63 % مقابل 37 % لغينيا، وقد لاحت للمنتخب ثلاث فرص للونش، ولمرموش ولعمر جابر، بينما لاحت لغينيا فرصتان حقيقتان، وفى المرتين خرجت الكرة من إطار المرمى.
** تشكيل البداية من إيهاب جلال كان فيه جرأة، باختيار 3 مهاجمين عندهم السرعة والمهارة، صلاح ومرموش وتريزيجيه الذى لم يبدأ، ولعب مكانه زيزو أحد أفضل لاعبى الموسم. ولم يعتمد المدير الفنى على صانع ألعاب تقليدى عند البداية وكذلك على رأس حربة صريح لأنه لم يعد هناك الآن ما يسمى بصانع لعب وأنما صناع لعب ولم يعد هناك رأس حربة مقيم فى صندوق الخصم، ولكنه مهاجم يتحرك وفقا لخطط وتكتيك، ويكون له دور فى الكرات العرضية. وعندما استعصى الاستحواذ المصرى، واستعصت القدرات أمام الدفاع المنظم للفريق الغينى، أجرى إيهاب جلال تغييرات مؤثرة ومهمة فى توقيت سليم، ومنها الدفع بأفشة وإبراهيم عادل، ومصطفى محمد، وهو ما أسفر عن هدف الفوز الذى شارك فى صناعته الثلاثة.
** المشكلة الأكبر هى الظن بأن المنتخب يجب أن يفوز فى كل مباراة بثلاثة أو أربعة أهداف.. وأن نظرية النقاط أهم من الأداء ما زالت سائدة للأسف؟!