كم تساوى ذهبية أحمد الجندى والميداليات الأولمبية المصرية

كم تساوى ذهبية أحمد الجندى والميداليات الأولمبية المصرية؟!

كم تساوى ذهبية أحمد الجندى والميداليات الأولمبية المصرية؟!

 العرب اليوم -

كم تساوى ذهبية أحمد الجندى والميداليات الأولمبية المصرية

بقلم:حسن المستكاوي

** القيمة المادية الفعلية للذهبية ألف دولار

.. وتزن 523 جرامًا منها 6 جرامات ذهب

 ** القيمة الأدبية تساوى دخول كتاب التاريخ.

. وفرحة المصريين لا تُقدر بأى أموال..

 ** لأول مرة فى تاريخ مشاركات كرة القدم وكرة اليد

كنا على مسافة دقائق من ميدالية أولمبية للعبة جماعية

 ** اللجنة الأولمبية الأمريكية تمنح جائزة قدرها 37500 دولار

أما اتحاد المصارعة فيقدم 250 ألف دولارللفائز بالميدالية الذهبية

 ** هونج كونج وسنغافورة وتايوان

تمنح صاحب الذهبية ما يُعادل 600 ألف دولار..

 ** الإجابة هنا متعددة الجوانب، أولًا القيمة الفعلية للميدالية الذهبية الأولمبية، تبلغ 1000 دولار، عبارة عن 6 جرامات من الذهب وتساوى حوالى 500 دولار، فى حين تبلغ قيمة 523 جرامًا المتبقية من الفضة 500 دولار أخرى. والميداليات الذهبية ليست مصنوعة من الذهب الخالص إذ تزن الميداليات الذهبية فى باريس 529 جرامًا، ومعظم المعدن فى الميدالية الذهبية هو فى الواقع من الفضة. حسب تقرير من مركز الدراسات الأولمبية يفيد بأن 6 جرامات فقط من الذهب تُستخدم فى الميداليات الأولمبية. ولا يقتصر هذا على دورة باريس، فقد اشترطت اللجنة الأولمبية الدولية أن تكون الميداليات الذهبية مكونة من 92.5٪ من الفضة على الأقل. وتقليديًا، يتم طلاء الميداليات الذهبية بالذهب فقط. وجميع الميداليات الأولمبية فى باريس مشبعة أيضًا بكمية صغيرة من الحديد المعاد تدويره من هيكل برج إيفل الأصلى.

** تلك هى الإجابة الأولى. والثانية إنها القيمة المادية الفعلية لذهبية أحمد الجندى، لكن القيمة الأدبية تساوى دخول «كتاب التاريخ الأولمبى». وكتاب التاريخ الرياضى المصرى لإضافته الميدالية الذهبية التاسعة فى تاريخ مشاركات مصر بالألعاب الأولمبية. وهذا شرف عظيم. والإجابة الثالثة فى صيغة سؤال : كم يساوى هذا الأداء رفيع المستوى الذى قدمه أحمد الجندى فى أعلى درجات المنافسة الرياضية؟ يساوى الكثير جدًا من التقدير الفنى والانبهار بالمستوى الذى جعله يحقق رقمًا أولمبيًا وعالميًا جديدًا بجمعه 1555 نقطة.

** والإجابة الرابعة: كم تساوى فرحة الشعب المصرى؟ تساوى ملايين الملايين. فقد تابعت السباق من بدايته على الهواء مباشرة وقرابة الساعتين شاهدت بطلًا مصريًا إسطوريًا فى الأداء. فقد خاض خمس منافسات صعبة للغاية. فى السلاح والفروسية، والسباحة والرماية، والجرى.

خاض أحمد الجندى 16 جولة فى المبارزة بالسيف. ولعب قفز حواجز فروسية بجواد لا يملكه ولا يعرفه لكنه من اختيار اللجنة الأولمبية الدولية وجزء من نجاح أى فارس يكمن فى جواده. ومع ذلك جمع أحمد الجندى 300 نقطة ودون أخطاء. ثم أسرع إلى حوض السباحة للمنافسة فى سباق 200 متر حرة. ثم إلى المضمار ليجرى 3 آلاف متر، 3 كيلومترات، وفى كل دورة يتوجه إلى الرماية، ويمسك بمسدس الليزر ويضرب خمس طلقات صحيحة. ثم يكرر ذلك أربع مرات وينجح. وكل نجاح يحققه يضاف إليه عدد من الثوانى يمنحه أفضلية الإنطلاق عن منافسيه. وفعل ذلك كله ببراعة، وتناسق وقوة جسدية ولياقة فائقة، كأنه يخبرنا بقصة معركة الخماسى التى تمثل محارب يخوض معركة ويستخدم مهاراته فى تلك السباقات الخمسة.

** ذهب أحمد الجندى بعيدًا عن منافسيه، وهو يرتدى نظارة طبية، كأنه مهندس فى وكالة ناسا أو طبيب فى القصر العينى. ذهب الجندى إلى الذهب دون أن يلحق به أحد. لقد كنت أخشى أن يلحق به منافسه اليابانى تايشو ساتو الفائز بالميدالية الفضية، أوالإيطالى جورجيو مالان الفائز بالميدالية البرونزية. لكنه ذهب إلى الذهبية بجدارة وبتفوق. وجرت الدموع فى الأعين فرحا. ليحقق هذا البطل إنجازًا أضافه إلى ميداليته الفضية فى دورة طوكيو قبل ثلاث سنوات. وهذا النجاح يقف خلفه فريق يعمل مع أحمد الجندى من سنوات، وأولهم أسرته التى دعمته من الصغر لممارسة الرياضة شأن الملايين من الأسر المصرية التى باتت تسعى للإشتراك فى الأندية بمبالغ كبيرة من أجل ممارسة الأبناء للرياضة. ثم هناك مديره الفنى، ومدربى اللياقة. وغيرهم فى عمل مؤسسى جماعى يصنع الأبطال.

** قبل أحمد الجندى بساعات رسمت الرباعة سارة سمير الابتسامة على وجوهنا حين أحرزت فضية وزن 81 كجم فى رفع الأثقال. بكت سارة حزنًا، وبكى من بكى من حولى فرحًا بالميدالية. وكلاهما الجندى وسارة كان متوقعًا لهما إحراز ميدالية قبل بداية الدورة، وكان توقعًا محسوبًا. وبينما كان من التوقع فى الحسابات أن يحقق بطل السلاح زياد السيسى ميدالية فى الدورة خسر أمام التونسى فارس فرجانى فى قبل نهائى سلاح السابر سيف المبارزة. 11/15. ولعب زياد تحت ضغط نفسى ولعب باندفاع وبعدم تركيز. أما محمد السيد فقد حقق ميدالية برونزية فى سلاح الإيبيه. بفوزه على منافسه المجرى بالنقطة الذهبية بعد التعادل 7/7. وكان محمد السيد هو الترند على مواقع التواصل الاجتماعى بما يعكس شغف الناس بانتصار يرفع من مشاعر الكبرياء الوطنية. ومن يرى ذلك مبالغة فعليه أن يتابع شعوب العالم، وهى تحتفل بانتصارات أبطالها فى ميادين الرياضة.

** بالطبع عشنا لحظات عصيبة مع منتخبى كرة القدم وكرة اليد، وأجزم بأن دورة باريس كانت من فرصنا الذهبية لإحراز ميداليتين فى اللعبتين، ففى كرة القدم كنا على مسافة 7 دقائق من لعب المباراة النهائية وضمان ميدالية على الأقل حين خسرنا أمام فرنسا. وفى كرة اليد ضاعت منا فرصة الفوز على إسبانيا فى الثانية الأخيرة، وذلك على الرغم من تقدمنا بفارق 7 أهداف ثم 4 أهداف فى بعض فترات المباراة. واللعب فى قبل النهائى كان سيقودنا إلى الفوز بميدالية أخرى وفقًا للمستويات. لكنها الرياضة على أى حال. ونخرج من تلك التجربة المتكررة بأن اللياقة الذهنية والبدنية مسألة لا بد من دراستها بجدية وبعلم.

** يبقى قياس البعض للمكافأت التى يحصل عليها الأبطال المصريون، وهى أقل ما يجب مقارنة بلاعبى كرة القدم. ولعل الإشارة إلى بعض الجوائز التى تمنحها دول لرياضيها توضح أهمية تشجيع الرياضيين بالجوائز المالية.

** يقدم برنامج Operation Gold (العملية الذهبية) التابع للجنة الأمريكية الأولمبية والبارالمبية جائزة بقيمة 37500 دولار لكل رياضى يفوز بميدالية ذهبية أولمبية، بالإضافة إلى 22500 دولار للفائز بالميدالية الفضية و15000 دولار للفائز بالميدالية البرونزية. ويحصل الفائزون بالميدالية الذهبية من هونج كونج أو سنغافورة أو تايوان على ما يعادل أكثر من 600000 دولار لكل منهم. وتمنح منظمات أخرى جوائز نقدية للفائزين فى أحداث معينة. على سبيل المثال، يدفع صندوق ميدالية Living the Dream (معايشة الحلم) التابع لاتحاد المصارعة الأمريكى 250 ألف دولار للمصارعين الفائزين بالميداليات الذهبية الذين يمثلون الاتحاد. ويمنح اتحاد ألعاب القوى فى موناكو جوائز بقيمة 50 الف دولار للميدالية الذهبية. وتلك مجرد نماذج للجوائز المادية التى يحصل عليها الأبطال فى الألعاب الأولمبية.

** قبل بدء الدورة الأولمبية تناولت فى عدة مقالات متتالية معنى التمثيل المشرف ولماذا كانت البعثة المصرية كبيرة، فرضتها قواعد التأهل الدولية، وأوضحت أن اقتران البطولة بالميدالية فهم خاطئ لقيمة المشاركة الأولمبية، وأن حصول الرياضى على مركز متقدم فى النهائيات يعد إنجازًا فى هذا المستوى الرفيع من المنافسة، كما أوضحت أن عشرة آلاف رياضى يعودون إلى بلادهم دون ميداليات.. ومع ذلك يثار السؤال: هل نشارك لننافس أم نشارك وفقًا لقواعد التأهيل الدولية؟

** تلك قصة أخرى.. تستحق المناقشة أليس كذلك؟

 

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم تساوى ذهبية أحمد الجندى والميداليات الأولمبية المصرية كم تساوى ذهبية أحمد الجندى والميداليات الأولمبية المصرية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab