بقلم - حسن المستكاوي
** توجه جمهور الزمالك إلى استاد القاهرة لمساندة الفريق لمواجهة ستيلينبوش الجنوب إفريقى، أملا فى استمرار مسيرة الفريق والدفاع عن لقبه كبطل للكونفدرالية . وكان الحضور الجماهيرى كبيرا، وصاخبا فى التشجيع، حاملا رسالة ضمنية تقول: «الزمالك كيان كبير لن يقف على لاعب». واستمر الجمهور مساندا حتى أحرز الفريق الضيف هدف المباراة الوحيد الذى سجله لاعب خط الوسط سيهلى ندولى فى الدقيقة 79. وفى تلك اللحظة ران الصمت على المدرجات. ثم علت هتافات الغضب ضد الهزيمة وضد كل شىء ، ومن أهم الاشياء قصة زيزو. والحقيقة أن الهزيمة ليست لعدم وجود زيزو ضمن صفوف الفريق، فحتى لو كان موجودا لربما منى الفريق بالهزيمة.
** وهنا الحديث عن مباراة وعن 90 دقيقة وليس عن سبعة أشهر تاهت فيها المعلومات والحقائق فى قصة زيزو، وضاعت خلالها فرص الفوز بحصيلة دولارية ضخمة ببيع اللاعب، أو الفوز بتجديد عقده قبل فوات الأوان . ولتلك القصة تأثيرها النفسى على الفريق ربما ولها تأثيرها على الجماهير بالتأكيد.
وزاد هذا التأثير بعد الهزيمة ذهاب الآراء إلى متاهة زيزو، وما جرى ولماذا جرى، ومن يسأل ومن أخطأ، ولم يكن هناك اهتمام حقيقى بما جرى فى الملعب وفى المباراة ولماذا جرى؟!
** لكن ما جرى فى مباراة الخروج من البطولة لم يكن فنيا فى الملعب بسبب زيزو؛ لأن الفارق الفنى فى الملعب كان واضحا بين الفريقين من ناحية التكتيك والقوة البدنية . ستيلينبوش يدافع جيدا وبقوة والتزام، والمعدل البدنى عند لاعبيه أعلى من لاعبى الزمالك والحماس الزائد لهم أصابهم سريعا بالإنهاك البدنى نتيجة شحن معنوى بحتمية الفوز وسط الأزمات . والهدف جاء من كرة عرضية أرضية ليست بالونية.. بينما تحول حماس لاعبى الزمالك فى الملعب إلى عشوائية على الرغم من الاستحواذ بنسبة 63% مقابل 37 % للضيوف ، ورغم الفرص التى لاحت للجزيرى ودونجا وشحاتة .
•• استضعف الجميع فريق ستيلينبوش، فهو لايملك تاريخا ولا بطولات ولا ألقابا مثل الزمالك ، ولكنه فريق جديد على خريطة كرة القدم فى جنوب إفريقيا فهو ليس صن داونز ولا أورلاندو ولا كايزر تشيفز ، كما أن نتيجة الذهاب على ملعبه كانت التعادل صفر / صفر . وهو فريق جديد تأسس عام 2016 . ويشارك فى البطولة لأول مرة لكنه بدأ قويا وغنيا ، وعنده أكاديمية ويعمل كمؤسسة .
** فى المقابل خرج المصرى من الكونفدرالية، بعد خسارته أمام سيمبا التنزانى بركلات الترجيح 2/4 . كانت الوقت الأصلى للمباراة انتهى بتقدم سيمبا 2/صفر ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح مباشرة حيث كان المصرى فاز على أرضه فى الذهاب بنفس النتيجة 2/صفر . ويبدو أن تلك النتيجة خدعت المصرى . حيث ظهر فارق القوة والتركيز بين الفريقين فى مباراة العودة . فقد كان دفاع المصرى مستباحا، والدفاع أعنى به المنظومة الدفاعية بالكامل من المهاجمين للوسط إلى خط الظهر فلا ضغط ولا استخلاص ولا اشتباك ولكن مجرد هرولة خلف المنافس الذى يمتلك الكرة، وملاحقة توحى بالدفاع. بينما الدفاع الحقيقى يكون بالاشتباك ومن يراجع الهدفين سيرى كيف كان الدفاع مستباحا ومستسلما ويائسا ومتفرجا.
** الحصيلة الآن فى البطولتين أن الأهلى سيواجه صن داونز وبيراميدز يواجه أورلاندو بايرتس، وفى الكونفدرالية سيلعب ستيلينبوش مع سيمبا التنزانى، ونهضة بركان المغربى مع الرياضى القسنطينى الجزائرى . وهى حصيلة متكررة تعكس صورة دائرة القمة والمنافسة فى الكرة الإفريقية بين شمال وجنوب القارة بالدرجة الأولى بعد غياب كبير لفرق غرب إفريقيا العريقة.