بقلم - حسن المستكاوي
** يبدأ طريق الأهلى فى كأس العالم للأندية التى تستضيفها جدة ضمن مشروع الرياضة السعودية الثانى، يوم الجمعة المقبل، وهى المرة التاسعة التى يشارك بها الأهلى فى البطولة، ويأتى فى المرتبة الثانية بعد أوكلاند سيتى الذى شارك 10 مرات من قبل. لكن الفارق أن الأهلى يتأهل للبطولة بعد طريق طويل وصعب بمنافسات أفريقية أعلى فى مستواها من منافسات منطقة الإيقيانوس التى رحلت عنها أستراليا وانتقلت إلى الاتحاد الآسيوى بحثا عن المستوى الأعلى فى المنافسة. وسوف يلتقى الأهلى مع الفائز من اتحاد جدة أوكلاند سيتى.
** فى بداية السبعينيات من القرن الماضى كان المشروع الأول للكرة السعودية، بالاستعانة بالخبير الإنجليزى الراحل جيمى هيل، وباستيراد الأندية فى المملكة لأفضل المدربين لاسيما من البرازيل وكذلك أشهر نجوم كرة القدم فى ذلك الحين. وفى العقد الثانى بدأت السعودية المشروع الثانى، وربطته باستضافة أهم البطولات، كأس السوبر الإيطالى وكأس السوبر الإسبانى، والسوبر كلاسيكو بين البرازيل والأرجنتين، بجانب التخطيط لاستضافة كأس العالم 2034، ودورة الألعاب الآسيوية فى العام نفسه، وكأس الأمم الآسيوية 2027، وغيرها من منافسات الملاكمة والسيارات والراليات، وفى سياق السباق مع الزمن تحركت الكرة السعودية نحو نجوم العالم وكانت البداية بتعاقد كريستيانو رونالدو مع النصر. وتلك البطولات والتعاقدات هدفها تنمية الرياضة كصناعة.
** الأهلى غادر القاهرة وسط مشاعر مشوبة بالحذر من مشاركته فى البطولة نتيجة عروضه المحلية والأفريقية الأخيرة. لكنه غادر القاهرة أيضا وهو يحمل صندوق بطولات لا ينافسه فيه أى نادٍ عربى آخر؛ حيث حقق الموسم الماضى 5 بطولات محلية وأفريقية، كان كأس السوبر المصرى على حساب الزمالك فى أبوظبى ثم الفوز بكأس مصر على حساب بيراميدز، والسوبر المصرى بالفوز على بيراميدز أيضا ثم دورى أبطال أفريقيا بعد الفوز على الوداد 3ــ2 فى مجموع المباراتين.
وكان اللقب الخامس هو الدورى للمرة 43. ومن أهم بطولات الأهلى 11 لقبا أفريقيا لأبطال الدورى و25 لقبا قاريا. ويصل مجموع ما حققه الفريق من بطولات محلية وعربية وقارية إلى 149 بطولة، تتضمن بطولات فى فترة البدايات مثل كاس السلطان وكأس منطقة القاهرة وكأس الجمهورية العربية المتحدة، وكأس مصر، وهو أعلى رصيد بطولات يحققه نادٍ فى العالم. وهذا بالإضافة إلى المشاركة فى كأس العالم للأندية 9 مرات بما فيها هذه المرة، ومنها المشاركة 4 مرات على التوالى. وقد حصل على المركز الثالث ثلاث مرات فى هذه البطولة.
** تلك هى الأرقام التى كتبت تاريخ الأهلى وصنعت شعبيته المحلية والعربية، لكن إلى ماذا يتطلع جمهور الأهلى الكبير وهو يشارك فى كأس العالم للأندية هذه المرة؟
** الحد الأدنى الذى قد يقبله الجمهور والمحللون هو المركز الثالث، بينما الحد الأعلى هو حلم التأهل للمباراة النهائية، مما يعنى تجاوز فريقين كبيرين، وهما اتحاد جدة المرشح للفوز على أوكلاند، ثم فلومينيسى البرازيلى فى حالة فوزه على اتحاد جدة. ففى الواقع التطلعات كبيرة بالنسبة لأنصار الفريقين العربيين المشاركين فى البطولة، وهى تتطلعات تتجاوز أرقامهما سواء بالنسبة للأهلى محليا وعربيا وأفريقيا أو بالنسبة للاتحاد محليا وعربيا وآسيويا. فقد باتت كتابة التاريخ أكبر من أرقام المشاركات والبطولات.. وهو الأمر الذى حققه منتخب المغرب فى كأس العالم 2022 بالتأهل للدور قبل النهائى، وكان الأمل أن يتأهل للمباراة النهائية.
** أصبح الحلم بطولات دولية كبيرة وألقابا ظلت بعيدة عن متناول الفرق العربية مثل كأس العالم للأندية التى تحتكرها أندية أوروبية ولاتينية فالسؤال.. ماذا بعد تأهل الأهلى للمرة التاسعة فى البطولة؟ ماذا يمكن أن يحقق بعد المركز الثالث الذى حققه ثلاث مرات من قبل؟