بقلم - حسن المستكاوي
** شهدت القاهرة زيارة أرسين فينجر، رئيس قسم تطوير كرة القدم العالمية بفيفا، لإطلاق مشروع المواهب بالاتحاد، وكذلك جاء ماسيمو بوساكا، رئيس لجنة الحكام فى فيفا، لمحاضرة الحكام المصريين ورفع مستوى التحكيم المصرى، كما كان هناك مؤتمر آخر استمر لمدة يومين عن كرة القدم وتطورها، وشارك به عدد كبير من المحاضرين الأجانب والمصريين، وعقدت أكاديمية (THE MAKER) سيمنار بعنوان تمكين الجيل القادم من المواهب. وهذا يتعكس ظاهرة صحية فى مجتمع كرة القدم، يتضمن التعرف على الجيد وعلى الجديد، وعلى تطور اللعبة، وصناعة المواهب. وهو ما يمثل تطورًا فى صناع اللعبة محليًا.
** لإطلاق مشروع تنمية المواهب أشار أرسين فينجر إلى أنه لا بد من جودة المدربين لإنجاح مثل هذا المشروع. وهو ما يعنى أن تدريب مواهب ناشئة يتطلب وجود المدرب الذى يدرك مهارات اللعبة اليوم، من سرعات وقوة، وسيطرة على الكرة ومتى تستخدم تلك السيطرة بجانب مستوى اللياقة البدنية التى تسمح للناشئ بأداء مهام وواجبات مراكز كرة القدم اليوم، بالإضافة إلى أسلوب الحياة والتغذية وتأثيرهما على أداء اللاعب فى أعلى مستويات كرة القدم.
** حالت ظروف خاصة دون حضور تلك الأيام المهمة فى صناعة كرة القدم، ولعلى أحصل بصورة ما من صناع تلك المؤتمرات على نتائج ورش العمل، ومحاضرات الخبراء لكى نتعلم ونعلم بالجديد فى اللعبة، ثم يجب أن نرى نتائج هذا كله فى مشروع وفى أفكار تسقط «الكلام القديم» عن كرة القدم ومهاراتها. وقد كنا فى فترة - على سبيل المثال - ما نرى أن كفاءة اللاعب تبدأ من عدد الكيلومترات التى يقطعها فى المباراة الواحدة، حتى قال أرسين فينجر فى يوم الأيام، وهو يدرب أرسنال: «لا أبحث عن لاعب يجرى 14 كيلومترًا فى المباراة، وإنما أبحث عن لاعب يجرى ويتحرك بشكل صائب ومفيد فى الملعب أولًا».
** عندما كان السويدى جوران إريكسون مدربا لمنتخب إنجلترا فى الفترة من 2001 إلى 2006، قام بزيارة القاهرة، وصاحبة أيامها مدرب أحمال فريق مانشستر يونايتد البرازيلى الجنسية دا سيلفا على ما أذكر، وألقى كلاهما محاضرات قيمة عن كرة القدم وعن الأحمال وعن تغذية اللاعبين وتأثيرها على أداء اللاعبين. وكان زيارتهما درسًا شديد الأهمية فى المعرفة والإطلاع على الجيد والجديد فى صناعة كرة القدم. وتكررت زيارات مماثلة على فترات، من خبراء أجانب من دوريات كبرى، ومدربين، إلا أن النتائج لم تصل إلى ملاعبنا من جراء تلك الزيارات.
** «مقولة كرة القدم باتت صناعة» ضمن مقولات يطلقها الكثيرون، وقد أصبحت مثل الأقوال المأثورة، التى تزين كلمات أو خطابًا أو كتابًا. إلا أن الصناعة أفعال وعمل جاد وشاق ومستمر يمضى بالتوازى مع تطور كرة القدم. والصناعة ليست أقدام لاعبين فحسب، وليست شهادات مدربين فحسب، وإنما هى ملاعب وتسويق، وجمهور، وهى علوم وتكنولجيا، ودراسات لفن وعلم الانتقاء، وتطور مهارات اللعبة وخططها.
** لعل استضافة القاهرة لخبرات أجنبية خلال 48 ساعة تتحدث فى كرة القدم وتلقى لنا بالجديد، لعلها تكون قد انتهت بإعمال الجيد والجديد هذا سريعًا.