بقلم - حسن المستكاوي
** الليلة الأهلى والاتحاد قمة عربية فى كرة القدم، وهى قمة بحجم الاهتمام الجماهيرى، وبحجم الشعبية، وبحجم النتيجة، وبحجم النجوم، وبحجم الهدف، وبحجم المناسبة. ويرغب الأهلى فى الفوز، ويرغب الاتحاد فى الفوز. وهى رغبة مشروعة وحق لا يمكن مصادرته، بالتهميش أو بالتهويش، أو بالكلام الفارغ.. ولن أبدأ بالفنيات أو بتحليل أداء الفريقين فهناك ما هو يستحق.
** من أهم دروس الرياضة التى مارستها وعملت بها، احترام المنافس، واحترام قوته، واحترام نجومه. والأهم من هذا كله، كيف ينسى البعض فرحة جماهير كرة القدم فى السعودية عندما تأهل منتخب مصر لكاس العالم عام 1990، عندما دعت شركة التيسير على ما أذكر المنتخب لأداء رحلة عمره وشرفت بأننى كنت أحد المصاحبين، وعشت الحفاوة التى استقبل بها الأشقاء منتخب مصر وكيف كان حفل نادى الوحدة تكريما كبيرا للاعبين وللكابتن محمود الجوهرى. وربما لا ينسى جمهور الكرة المصرية كيف كان انفعاله وسعادته بأداء منتخب السعودية فى مونديال أمريكا 1994، ولا كيف كانت سعادة المصريين بأداء منتخب السعودية الذى هزم منتخب الأرجنتين فى مونديال قطر الأخير. على الجميع هنا وهناك تذكر ذلك، ولا تنصتوا لألاعييب هواة استخدام ساحات كرة القدم النبيلة والجميلة لأغراض معروفة.
** الأهلى فريق كبير وعريق وصاحب تاريخ وأكثر أندية العالم تحقيقا للبطولات برصيد 149 بطولة محلية وعربية وقارية، وهو أفضل ناد فى إفريقيا 6 مرات، وآخرها هذه المرة، بعد حصوله على خمس بطولات الموسم الماضى. وشارك بطل مصر فى 8 بطولات لكأس العالم للأندية نجح خلالها فى حصد ثلاث ميداليات برونزية أعوام 2006 و2020 و2021، وعلى الرغم من تذبذب عروض الأهلى الأخيرة، يملك الفريق أداوت قادرة على تقديم أداء أفضل أمام الاتحاد المدجج بالنجوم العالميين، وبلاعبين سعوديين تألقوا فى مباراة أوكلاند سيتى، مثل بنزيمة ونجولو كانتى وفابينيو وعمر الشنقيطى ورومارينيو صاحب أول أهداف المونديال، وأحمد حجازى المدافع المصرى الدولى، وزكريا الهوساوى الذى يلعب فى مركز الظيهر لكنه فى اوقات كثيرة كان جناحا. وهؤلاء وغيرهم يرفعون من القيمة السوقية لفريق الاتحاد حسب موقع «ترانسفير ماركت» العالمى المتخصص فى هذا الشأن، بلغت 43ر114 مليون يورو.
يتصدر الفرنسى كريم بنزيمة القائمة ب15 مليون يورو، فيما بلغت القيمة السوقية للأهلى المصرى 45ر30 مليون يورو ويتربع نجم وسطه المالى اليو ديانج على قائمة الأهلى بقيمة سوقية تصل إلى 5ر4 مليون يورو.. لكن هذا بالطبع قياسا على قيمة نجوم الاتحاد القادمين من أندية عالمية، لكن هذا أيضا ليس مقياسا مسبقا على نتيجة المباراة. فقد خسر الاتحاد 4 مباريات فى الدورى السعودى ويحتل المركز الخامس بنفس النجوم بينما لم يخسر الأهلى أى مباراة فى الدورى.
** يملك الأهلى أدواته، وهو الفريق الذى سبق له الفوز على الهلال زعيم الكرة السعودية والآسيوية بنتيجة كبيرة فى بطولة العالم للأندية، وكان معززا بالنجوم بغض النظر عن الدعم الجديد الذى يملكه الهلال الآن. ومن أهم أدوات الأهلى سرعات لاعبيه لاسيما المهاجمين الثلاثة الشحات وكهربا الفائز بجائزة أجمل أهداف أفريقيا وبيرىسى تاو أحسن اللاعبين داخل القارة. ويتميز الأهلى بالأداء الجماعى، على مدى تاريخه، ويظل هذا الأسلوب موروثا باختلاف أجياله.
** مهارات نجوم الاتحاد تحقق له أفضل الحلول فى أصعب المواقف. تلك حقيقة مشهودة. وإذا كان من معايير قوة فريق، كم نجومه ومهاراتهم، فتلك مسألة تمنحه تفوقا نوعيا ونظريا على الأهلى، ولا أحد ينكر ذلك، وفى المقابل يملك الأهلى أيضا شخصيته القوية التى تظهر فى المناسبات الكبرى، وتلك المباراة من تلك المناسبات بالقطع.
** أتمنى فوز الأهلى خاصة أنه سيخوض الليلة اختبار قوة حقيقيا كما أن ذلك الفوز إذا تحقق قد يمنحه الأمل فى مواصلة الطريق لتحقيق نتيجة أفضل من المركز الثالث باعتبار أن قوة اتحاد جدة بنجومه لا تقل عن قوة البرازيلى فلومنينيسى. لكن فى النهاية علينا أن نحترم صاحب الأداء الأفضل. وأن ندرك أن جمهور الاتحاد وزملاء صحفيين فى السعودية يتمنون فوز الاتحاد أيضا، فتلك هى الرياضة
** ودعونا نشاهد مباراة تليق بالفريقين الكبيرين وبالمناسبة.