بقلم - حسن المستكاوي
** يعد إبراهيم حسن من أفضل اللاعبين الذين شغلوا مركز الظهير الأيمن فى تاريخ الكرة المصرية للدور الهجومى الذى كان يقدمه مع الأهلى، وأذكر أنه فى أول مباراة له مع الفريق الأول، قلت: «إبراهيم حسن أخطر مهاجمى الأهلى». والواقع أن إبراهيم حسن الذى ضمه الكابتن محمود السايس للفريق الأول، تطور أداؤه مع الكابتن محمود الجوهرى الذى كان مقنتعا بأهمية دور الظهير فى الاندفاع والمشاركة فى الهجوم وزيادة مساحة عرض الملعب على دفاعات المنافسين، وفعل ذلك مع ربيع ياسين أيضا وغيرهما من نجوم الفريق فيما بعد.
** لاشك أن التفكير والتحليل والمتابعة لكل ما هو جديد، من متع كرة القدم، لاسيما فيما يتعلق بتطور تكتيكاتها وأساليبها، وصناعة مهام جديدة للمراكز. وقد عرفت اللعبة عشرات المدافعين الرائعين من بيكنباور إلى مالدينى، وروبرتو كارلوس وجونيور وغيرهم. لكن هناك سؤالا يدور فى الأذهان هذه الأيام. وهو متى يطلق العنان للظهير ليكون جناحا ومتى توضع بعض القيود على الظهير فلا يكون دائما جناحا؟!
** الإجابة هنا مرتبطة بمن يشغل مركز الجناح بالدرجة الأولى، فهل وجود لاعب مثل محمد صلاح يسمح بظهير متقدم دائما ليحتل موقعه بحيث يدفع صلاح إلى الداخل والعمق أم أن سلاح صلاح قوته فى لعبته المفضلة التى يكررها ويراوغ ويخدع بها ثم يسجل أو يصنع تمريرة حاسمة.
** لكن ظهير مثل بالومالدينى كان يقول: «مهمتى الأولى هى حرمان المهاجم من استلام الكرة». بينما كان جونيور ظهير البرازيل فى الثمانينيات كان جناحا وتخلى كثيرا عن واجبه الدفاعى فكان الثمن باهظا فى مونديال 1982.
** ظهير جناح أم ظهير بالأساس؟!
السؤال أثاره تقارير عن الكولومبى دانيل مونوز ظهير أيمن كريستال بالاس والذى يعد من أبرز لاعبى الدورى الإنجليزى، حيث خطط برشلونة بصورة ما للتعاقد مع اللاعب الذى سيبلغ عمره 28 عاما، كأحد اللاعبين المميزين فى مركز الظهير الأيمن، وهو ما أشارت إليه قبل فترة صحيفة «موندو ديبورتيفو» الإسبانية، باتت برشلونة ومانشسترسيتى وتشيلسى من الأندية المرشحة للفوز به. استنادا على أهدافه ومساهماته فى التمريرات ويعد دانييل مونوز من أبرز مفاجآت الدورى الإنجليزى هذا الموسم، حيث سجل. ومعروف أن مونوز يرتبط بعقد مع كريستال بالاس حتى عام 2027، وتُقدَّر قيمته السوقية بـ 25 مليون يورو.
** قبل أيام قال جارى نيفيل عن مركز الظهير الجناح: «أنت تطلب متخصصين فى جميع أنحاء الفريق». ودانيال مونوز فى موسمه الأول فى ناسيونال فى موطنه كولومبيا، سجل سبعة أهداف من مركز الظهير الأيمن. وفى آخر موسم له مع جينك فى بلجيكا، سجل 11 هدفًا؛ حيث اقترب فريق ووتر فرانكن من لقب الدورى. وقال مونوز لموقع كريستال بالاس العام الماضى: «لطالما أحببت أن أكون حيث يجب أن يكون المهاجم على أرض الملعب».
** ويحسب للمدرب النمساوى الذى يقود كريستال بالاس أوليفر جلاسنر، أنه أعطى مونوز حرية كاملة فى الدور الذى جعله الآن ملكًا له، وهو مركز الظهير الجناح. وتحت قيادة جلاسنر، تحول مونوز إلى نوع من المهاجم المرعب الذى يهاجم بكل قوة ثم يتراجع فى الدفاع، ثم يعود ويتقدم للأمام فى الهجوم، ويشكل تهديدًا فى الكرات الثابتة، ويقضى على الهجمات المرتدة. وإذا كان لاعب الوسط فى حقبة الثمانينيات كان يعد صاحب أعلى معدلات الجرى بين مختلف مراكز الفريق فقد أصبح مركز الظهير منافسا للاعب الوسط فى معدلات الجرى. «صعودًا وهبوطًا، صعودًا وهبوطًا، صعودًا وهبوطًا» هكذا يصف جلاسنر أسلوب لعب مونوز.
** قبل موسمين، كانت قائمة المدافعين الذين لديهم أكبر عدد من التسديدات والوجود فى منطقة الجزاء تهيمن عليها المدافعون المركزيون الذين يشكلون تهديدًا قويًا فى الهواء، مثل فابيان شير، وجيمس تاركوفسكى، وفيرجيل فان ديك، وبين مى، وسفين بوتمان، وجابرييل ماجالهايس. إلا أنه فى هذا الموسم، تهيمن على القائمة ظهيرى الجنب والأجنحة ليس فقط مونوز ولكن أيضًا ريان آيت نورى من ولفرهامبتون وجوسكو جفارديول من مانشستر سيتى. وفى الوقت نفسه، يحتل الظهير - أنطونى روبنسون من فولهام - المركز الثانى بعد محمد صلاح فى قائمة أكثر اللاعبين تمريرًا للكرة.
** كل فريق بحاجة إلى مدافعين مركزيين قادرين على الحكم بذكاء ودقة متى يتحركون على الأطراف لتغطية الظهير الجناح، ومتى يتقدمون للضغط. أو فى الوقت نفسه الفريق بحاجة إلى ظهيرين جناحيين يتمتعان بمهارات الهجوم والتهديف وتحتاج إلى مهاجمين يتمتعون بالمرونة والقدرة خداع المنافسين، والعمل فى أى مكان عبر خط الهجوم.