بقلم - حسن المستكاوي
** لا بأس من بعض المزيج بين مباراة المنتخب الوطنى مع إثيوبيا، ومباراة إنجلترا مع ألبانيا. والمباراتان فى تصفيات كأس العالم الإفريقية والأوروبية. ولا أقارن بين المنتخبين، ولا بين المدربين، وإنما أعرض تعامل الصحافة هناك وهنا مع المباراتين، لعل الرسالة تصل. فقد أعلن الألمانى توماس توخيل أن هدفه هو الفوز بلقب كأس العالم 2026. ومعلوم أن هدف منتخب مصر هو التأهل لكأس العالم 2026. وسوف أسجل أنه هدف مهم، ولكنه ليس كافيا، فيجب أن نلعب كرة قدم جيدة فى كأس العالم حين نصل إن شاء الله.
** وفى متابعة لأخبار التصفيات المشتعلة فى القارات، سئل ساوث جيت مدرب منتخب إنجلترا الأسبق: «ما هى النصيحة التى توجهها إلى توماس توخيل؟». رد ساوث جيت: «أفضل نصيحة أن نبقى جميعا بعيدا».
** هذا حال الإعلام. يبحث هنا وهناك عن سؤال له جواب، أو سؤال ليس له إجابة. المهم أن يسأل. فقبل أيام سئل توماس توخيل: «هل ستشارك لاعبى المنتخب الغناء أثناء عزف النشيد الإنجليزى أم أنك لا تحفظ كلماته؟»، أجاب توخيل: «معى جواز سفر ألمانى، وليس بالضرورة أن أشارك اللاعبين الغناء أثناء عزف النشيد الوطنى». هكذا أجاب الرجل ببساطة وبلا تزوير أو ادعاء بأنه حفظ النشيد. وكان توخيل أكثر لطفا من رد كارولين ليفيت المتحدثة الرسمى للبيت الأبيض التى قالت ردا على تصريحات لنائب فرنسى فى البرلمان الأوروبى: «لولا أمريكا لكنتم الآن تتحدثون الألمانية؟!».
** هذا فارق كبير جدا بين دبلوماسية كرة القدم والدبلوماسية «الترامبية» ففى التاريخ جرت حرب عالمية بين بريطانيا وألمانيا، وحين كان المدرب السويدى إريكسون مدربا لمنتخب إنجلترا فى مونديال 2006 طلب من الجمهور الإنجليزى عدم ترديد أغنية شهيرة عنوانها: «10 دبابات ألمانية». حفاظا على مشاعر الجماهر الألمانية؟ والأغنية كانت تتغنى بقوة الدبابات الألمانية أحد أهم أسلحتها فى الحرب لكن الإنجليز جعلوها أغنية ساخرة من دبابات ألمانيا.
** أعتذر فقد ذهبت بعيدا عن مباراة المنتخب مع إثيوبيا، وربما لم يعد جديدا الحديث عن التشكيل، وكيف نلعب، فمصر كلها تعلم كيف نلعب وماذا تريد من المنتخب؟ نريد شخصية فريق قوية. ولذلك أعود سريعا إلى توماس توخيل الذى طلب من لاعبى إنجلترا (وفقا لجريدة الجارديان) بالتحدث أكثر مع بعضهم البعض خلال الفترات الصعبة من المباريات، مؤكدا على الأهمية التى يوليها للتواصل من خلال عرض رسم بيانى لفريقه يوضح بالتفصيل كيف انخفض التواصل بشكل ملحوظ فى الشوط الثانى من مباراة نهائى يورو 2024 التى خسرها الفريق أمام إسبانيا. عوُرضت هذه الأرقام خلال اجتماع الفريق فى ملعب سانت جورج بارك، حيث يستعد توخيل لمباراته الافتتاحية فى تصفيات كأس العالم ضد ألبانيا على ملعب ويمبلى اليوم.
** وقال توخيل للاعبين أُجريت دراسة حول عدد مرات قيام كل لاعب بالإشارة إلى زميله أو التحدث إليه أثناء مباراة إسبانيا. فكان عدد مرات تواصلكم مع بعضكم البعض خلال الشوط الثانى؛ حيث انخفض من 60 قبل نهاية الشوط الأول إلى 35 فى نهاية المباراة. وقال حارس المرمى جوردان بيكفورد، مُعلقًا على رسالة توخيل: «هنا سيطرت إسبانيا، ولم نتمكن من مجاراتهم بعد ذلك». وانتهت المباراة بفوز إسبانيا.
** التواصل والروح الجماعية فى الأوقات الصعبة من المباراة، وأهمية النضال على كل كرة، والمساندة من جانب كل زميل من بديهيات كرة القدم الجيدة. ويتصدر منتخب مصر مجموعته برصيد 10 نقاط، والفوز على إثيوبيا فى الدار البيضاء ثم على سيراليون بالقاهرة يقود الفريق إلى التأهل لكأس العالم مباشرة. ويضم المنتخب صلاح ومرموش وتريزيجيه ومصطفى محمد، وزيزو، وإبراهيم عادل. وكلهم قوة هجومية ضاربة. وكل الأمنيات بالتوفيق للمنتخب الوطنى، راجيا أن يقدم عرضا قويا، هجوما ودفاعا، دون التعالى على المباراة أو على المنافس. ودعونا جميعا نظل بعيدا عن الجهاز الفنى ولا نسأله: لماذا لم تضم إمام عاشور ولماذا استدعيت فلان وفلان؟!