إيران خطاب خامنئي واستراتيجية ترحيل الأزمات
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

إيران: خطاب خامنئي واستراتيجية ترحيل الأزمات

إيران: خطاب خامنئي واستراتيجية ترحيل الأزمات

 العرب اليوم -

إيران خطاب خامنئي واستراتيجية ترحيل الأزمات

يوسف الديني
بقلم يوسف الديني

الخطاب الأخير لخامنئي يكشف عن مأزق نظام الملالي اليوم، الذي ربما قد لا يفضي إلى انهياره؛ لكنه حتماً في حالة انسداد شرعية مع الداخل، لا تقل عن وضعيته مع المجتمع الدولي.
الاحتجاجات اليوم مختلفة تماماً عن سابقاتها خلال العشرين عاماً الماضية، ومن هنا يمكن فهم قرار إعادة النظر في تشريعات الحجاب، وأيضاً كفّ تدخل «شرطة الأخلاق» المعني بالسيطرة المجتمعية، وبشكل قمعي وسلطوي.
قوات «الباسيج» تعتبر الميليشيا شبه العسكرية التابعة لـ«الحرس الثوري»، وقد تناول دورها عدد من الكتب والأبحاث، لعل من أشهرها الكتاب المتميز الذي كتبه البروفسور بجامعة تنيسي سعيد غولكار، بعنوان «مجتمع أسير: ميليشيا الباسيج والسيطرة الاجتماعية في إيران»، وهو يرى اليوم أن هذه الاحتجاجات مختلفة جذرياً منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979: مظاهرات طهران ومدن أخرى 1991، وقزوين 1993، ومدينة إسلام شهر 1994، وليست أخيرة الاحتجاجات الطلابية في عامي 1999 و2003، قبل أن تدشن «الحركة الخضراء» في 2009 تحولاً أساسياً في طبيعة وحجم ورسائل الغضب الإيراني، من ذهنية وأداء الملالي على مستوى الداخل، بعيداً عن أي دعاوى ارتباطها بأجندات خارجية.
الأكيد أنه لا يمكن عزل هذه الاحتجاجات اليوم عما حصل في 2019، عندما قتل النظام ما يقارب 1500 شخص في يومين، وهنا تم تحول كبير تمثل في انضمام طبقات جديدة في التحشيد ضد نظام الملالي، وأغلبهم من الطبقة الوسطى والإصلاحيين، فهي لم تكن مجرد احتجاجات ضد الحالة الاقتصادية المتدهورة.
اليوم الاحتجاجات هوياتية ضد منطق الميليشيا، ضد منطق «الباسيج» والسيطرة الاجتماعية، وليست ذات طابع اقتصادي، ولذلك يمكن فهم انضمام عدد كبير من الطبقة المتوسطة والغنيّة نسبياً، وأيضاً انتقال موجات الاحتجاجات على مستوى الجغرافية السياسية إلى مدن وجهات لم يعرفها نظام الملالي من قبل.
الصوت اليوم لا علاقة له بتحسين الأوضاع، أو الدعوة إلى إصلاحات تخص بنية النظام. وحسب عبارة غولكار في حوار له مع «مركز كارنيغي»، تسعى هذه الاحتجاجات «قبل كل شيء إلى إلغاء الجمهورية الإسلامية كنظام. لقد تغيرت آيديولوجيا الحركة التي باتت تحمل شعار (امرأة، حياة، حرية)، لتعكس نموذجاً جديداً من الوعي الشعبي في إيران».
فقدان الشرعية نتيجة أدركها الإيرانيون اليوم في الداخل، وأن المعالجة البوليسية لاندلاع الشارع والأوضاع لا تفيد معه استراتيجية الرعب، أو إرسال حشود المخربين، أو ما يوصفون في التعبير الدارج عربياً بـ«البلطجية»، وما كان سابقاً قائماً على استثمار الجانب الديني والشعارات الآيديولوجية، بات غير مسموع لدى الأغلبية في الداخل الإيراني، فهناك قيم وخطابات ذات طابع عالمي لمفهوم المستقبل والدولة العاقلة والحقوق الأساسية، حتى لو لم تكن ذات سياق علماني أو مدني بالكامل، وهو ما يمكن وصفه بالكفاءة والرشد على الأقل في إدارة المؤسسات ذات الطابع المتصل بالتواصل مع الناس، والتماس مع الحشود، وأهمها سيادة القانون.
غياب خامنئي عن المشهد سيكون العامل الأكثر تأثيراً على مستوى تصعيد الاحتجاجات، أو قدرة النظام القمعي للملالي على المضي قدماً في الاصطدام بالشارع، وكل محاولات المرشد عبر الخطب الرمزية لاستعادة هوية دولة الملالي بصورتها السابقة، لا تبدو أنها تحمل أي تأثيرات على وتيرة وحجم الاحتجاجات ونوعيتها.
على المستوى الخارجي، هناك حالة انكشاف للعالم كله، وليس -فحسب- للدول التي يحاول النظام ويسعى في مشروعه التقويضي إلى استهدافها. ومع «السوشيال ميديا»، وحتى المحايد منها، مثل مقاطع «التيك توك» من الداخل الإيراني، تنكشف أزمة «هويّة» داخل بنية النظام، وليس مجرد سلوكه السياسي، كما أن الشَّرَه الإيراني منذ عقود عاث في المنطقة فساداً وقتلاً وتدميراً، حتى آل الأمر إلى انتفاضة من كانوا من المعجبين به في الداخل العراقي واللبناني، وحتى في طهران.
ما قام به الملالي من تقويض لمنطق الدولة، أسهم في تسريع تدمير «فضيلة الاستقرار» التي تتمسك بها دول الاعتدال، وتبلغ فيها التجربة السعودية اليوم أوجها، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، ورسم معالم العقلانية السياسية في التعامل مع الأزمات، بينما تغرق دول رعاية الميليشيات وحلف الأزمات -وفي مقدمتها إيران- في وحل الأزمات المتتالية، من خلال نتائج وأثمان انتهاكاتها في المنطقة، عبر أذرعها الطائفية والعسكرية.
قبل أسبوع، تحدث المرشد الأعلى خامنئي أمام جمهور من قوات «الباسيج»، محاولاً إعادة تعزيز قيم «الباسيج» عبر ترحيل الأزمة، واعتبار أن ما يحدث ليس سوى مؤامرة غربية ضد البلاد، واصفاً الإيرانيين في الداخل بـ«المرتزقة». وفي خضم هذا الهجوم على الداخل، لم يفت المرشد الأعلى محاولة ربط ذلك بمشروع الملالي للهيمنة على المنطقة، في محاولة لاستنهاض القومية الإيرانية؛ حيث ركز على الأهمية الجيوسياسية للجمهورية، وطبيعتها الثورية التي من شأنها -حسب وصفه- إعاقة السياسات الاستعمارية، وأن ما يحدث في الداخل هو محصور في فئة محدودة ممن وصفهم بـ«عملاء الغطرسة الغربية».
ما تفعله دولة الملالي بطهران اليوم هو صورة مصغرة لمشروعها في المنطقة؛ حيث لا تنفك بميليشياتها وشبكاتها عن السعي الحثيث لتأسيس عقيدة عسكرية جديدة، تعمم نماذج دول الميليشيا في العواصم العربية، استنساخاً لتلك التجربة التي شهدنا ولادتها وتضخمها واختطافها لمنطق الدولة في لبنان، والتي بدأت مع تجربة «حزب الله» الابن المدلل، وصولاً إلى الأداة المفعلة عبر تبني ميليشيا الحوثي، واستهدافه للأمن العالمي.
ومن هنا، السؤال اليوم ليس فقط عن تأثير مآلات الداخل الإيراني على النظام، وإنما على طبيعة انتقال دولة الملالي من ترحيل الأزمات الداخلية إلى محاولة تفعيل أذرعها، واستهداف المنطقة للتصعيد، وتلك قصة أخرى.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران خطاب خامنئي واستراتيجية ترحيل الأزمات إيران خطاب خامنئي واستراتيجية ترحيل الأزمات



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab