فضيلة الحياد طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية

فضيلة الحياد: طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية

فضيلة الحياد: طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية

 العرب اليوم -

فضيلة الحياد طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية

بقلم - يوسف الديني

مدينة جدة التي عُرفت في المخيال الشعبي المحلي بأنها «أم الرخا والشدة» شهدت نجاحات كبيرة على مستوى الدبلوماسية السعودية ودورها الريادي في منطقة الشرق الأوسط كلاعب أساسي وفعال لديه مشروع سلام ودعم لمستقبل المنطقة يتسم بالرؤيوية، ومن هنا فالدول الـ42 تأمل بأن تحظى بجانب الرخاء، عبرها مؤتمر جدة لمحادثات السلام في الأزمة الأوكرانية التي تقترب من أكثر فتراتها حرجاً من حيث النتائج على الأرض وحالة الانسداد التاريخي، والأهم تأثيراتها الضخمة التي تطول العالم الأول قبل الدول النامية التي ينذر الحال فيها إلى انهيارات ومجاعات غير مسبوقة.

ورغم العراقيل والتحديات وحالة الافتعال الاستباقية لعدد من التصريحات التي شككت في جدوى المؤتمر، فإنه جاء في وقت مهم وفي موقع أكثر أهمية، حيث يقام في السعودية المتجددة التي تعيش حالة تحولات كبيرة وتموضع سياسي في الشرق الأوسط، والأهم أنها الأكثر امتلاكاً لما يمكن وصفه بـ «فضيلة الحياد Political neutrality»، وهو ما يعزز فرصة فتح آفاق جديدة للأزمة، وتقريب وجهات النظر أو على الأقل إعادة تقييم الموقف ومعرفة حجم الفراغات والرهانات بين الطرفين، لا سيما أن كل المؤشرات تؤكد على أنهما قد وصلا إلى حالة انسداد في ما يخص الاقتراب من الحسم وإعلان النصر أو تحقيق الأهداف.

فضيلة الحياد التي حرصت السعودية ومعها دول الاعتدال على تبنيها في بدايات الأزمة الأوكرانية قوبلت بالكثير من الاستهداف والبروباغندا الرخيصة، كما أن المفهوم أصلاً في العلاقات الدولية يحظى بارتباك وسوء فهم بوصفه يشي بالسلبية تجاه النزاعات، لكن العكس هو صحيح فالحياد بمعناه الحقيقي المضاد للبراغماتية والانتفاعية السياسية التي تعاني منها بشكل سافر بعض الخطابات الغربية هو حياد مبني على سياسات مستقلة لا تتماهى أو تحاول التأثر بسياسات المتحاربين وأطراف النزاع، ويمكن العودة إلى الحياد الذي شكلته إسبانيا وسويسرا والسويد خلال الحرب العالمية الثانية، وتلعبه اليوم بشكل أكثر موضوعية بسبب التراكمات على المفهوم السعوديةُ ودولُ الاعتدال ومعها بعض الدول كالهند وجنوب أفريقيا ودول أميركا اللاتينية التي تحظى بعلاقات إيجابية مع طرفي النزاع أوكرانيا وروسيا؛ وذلك بهدف عدم الانحياز أو الدخول في معترك الثنائيات الحدّية التي تدفع بعض الدول ثمنها اليوم، وتحظى بنقد كبير من مفكريها وخبرائها السياسيين فضلاً على حالة التململ لديها في الشارع والرأي العام بعد الآثار التي طالت الحياة اليومية.

مشاركة الصين في محادثات جدة منحتها توازناً إضافياً، لا سيما أنها من الدول القريبة من روسيا، والقادرة على لعب أدوار أكبر في إيصال حالة تسوية يجب ألا تستند إلى الفوز والنصر، وإنما الخروج من المأزق، لا سيما مع التصريحات الإيجابية التي جاءت من كل الأطراف ومنها الصين التي وصفت المحادثات بأنها «قامت بتعزيز توافق دولي في الآراء»، وترغب في أن تبني على النجاحات السعودية، وذلك من خلال دعم جولة ثالثة لمحادثات سلام أوكرانية، وتكفي الإشارة إلى حضور الصين إلى محادثات جدة وغيابها عن محادثات كوبنهاغن في التدليل على تحولات كبيرة في دول الشرق الأوسط والأدنى لمفهوم الحياد والدبلوماسية السيادية.

روسيا بدورها منفتحة على محادثات جدة، ومنفتحة على تسوية دبلوماسية للأزمة الأوكرانية، وعلى استعداد للرد على المقترحات الجادة.

السعودية اليوم تتصدر الدبلوماسية العالمية، وذلك بما تملكه من مكانة استثنائية وحياد ومشروع سلام ورؤية مستقبلية حيوية انتقلت من النجاحات الداخلية إلى أنموذج للشرق الأوسط على أكثر من ملف، ومن هنا فنجاح مؤتمر جدة يرتكز على إدارة عملية سياسية لإنهاء الحرب وتعزيز الأمن والسلم الدوليين وتقليل المخاطر وتحجيم الانهيارات المتصلة بآثار النزاعات المعقدة خصوصاً في المجال الاقتصادي.

خلاصة القول، كل الطرق لشرق أوسط آمن ومنفتح على العالم وآمن غير مهدد في أهم ممرات العالم ومنتجاته الاقتصادية يؤدي إلى الرياض، حيث تلعب السعودية فيه دوراً ريادياً مختلفاً مبنياً على تصور أكبر حول دور دول الاعتدال والشركاء في المنطقة من أصحاب المصلحة والنفوذ، وأنهم يعيشون حالة اتفاق عام حول دورهم من منظور السيادة والتأثير وبمساحة اختلاف وليس التنافس، وهو واقع جديد مبني على فضيلة أخرى وهي «فضيلة الاستقرار».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضيلة الحياد طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية فضيلة الحياد طريق السلام العالمي يمرّ عبر السعودية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab