«رؤية 2030» وحديث ولي العهد

«رؤية 2030» وحديث ولي العهد

«رؤية 2030» وحديث ولي العهد

 العرب اليوم -

«رؤية 2030» وحديث ولي العهد

بقلم - يوسف الديني

تتوالى التقارير التي تثبت في مجملها بما لا يدع مجالاً للشك أن السعودية اليوم في عالم مضطرب هي الرقم الصعب، كما عبّر عنه مدير برنامج الخليج في معهد واشنطن للسياسات، في ورقته الصادرة قبل أيام «لماذا تحتاج الولايات المتحدة إلى السعودية»، وسأعود إليه.
لكننا في السعودية نستند في هذه القناعة الراسخة اليوم إلى حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مهندس «رؤية 2030»، الذي كلما خرج إلى الإعلام، ولو بتصريحات مقتضبة، أصبح حديثه «متن» السعوديين الأثير والعقلاء في المنطقة والعالم للتأكيد على تحولات المملكة العربية السعودية المذهلة منذ تدشين «رؤية 2030» التي تمحورت على مسألة «التمركز حول المواطن» بشكل أساسي وثلاثيتها التي بات يحفظها السعوديون «وطن طموح، اقتصاد مزدهر، مجتمع حيوي»، وهو ما أكده ولي العهد حين وضع هدف السعودية اليوم، الكامن في إزالة التحديات واستغلال الفرص والاستمرار في النمو والازدهار، وإذا كان هذا الطموح هو هدف الأهداف لأي تجربة تنموية فإن التفاصيل التي ذكرها ولي العهد تؤكد انتقالها من حيّز المبادرات إلى الرؤية الشاملة أو ما يطلق عليه «مشروع»، فالرؤية اليوم ليست خياراً، بل مشروع السعودية الذي يرتقي إلى الأهمية الوجودية، وهذا ما أكده مهندسها الأمير محمد بن سلمان، حين لامس درجة الوعي بأهمية الرؤية، باعتبارها قضية محسومة لا يمكن المساس بها ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشالها؛ حيث السعودية البلد المرشح لأن يكون الأكثر نمواً، وهي اليوم تملك ثاني أكبر صندوق سيادي في العالم من بين عشرة، وأكبر الاحتياطات بالعملة الأجنبية، فضلاً على التأثير الكبير في تلبية الطلب على النفط، وهي تصريحات تأتي في وقت مهم وتوقيت استثنائي حيث يعيش العالم فوضى «الاختلال» أكثر من تبعات جدل «الاحتلال» لأوكرانيا، فمسائل السيادة والاحتياطات الأجنبية والسيادة والاستثمار في الوطن واستقلال التوجه الاقتصادي باتت ملفات طارئة وحساسة لكل دول العالم، حتى التي لا تتماس مع أزمة أوكرانيا أو عالم ما بعد «كورونا» وما طرحه من تحديات جسيمة.
الحوار في نسغه الأساسي هو إعادة موضعة للإنسان السعودي والاهتمام بالداخل وتنميته، باعتباره رأس مال وطنياً وقومياً يراهن عليه السعوديون اليوم بما يملكونه من مكانة جيوسياسية واقتصادية، وأيضاً ثراء وامتداد تاريخي عريق، والأهم «حلم» واحد، هو تحقيق «رؤية 2030» التي بدأت تؤتي أكلها، ولديها القدرة والمرونة على تجاوز التحديات بفضل مشروعات الاستثمار في الإنسان ومبادرات وبرامج تحقيق وتمكين الرؤية التي تشهدها المناطق كلها، وتقوم مجموعات من الشباب اللامعين على وضع استراتيجياتها جنباً إلى جنب مع الخبراء الذين يقدمون للجيل الجديد المذهل في أرقام إنجازاته كثيراً من الحكمة التي يحتاجونها، وبين الأجيال وشائج الانتماء للوطن والتاريخ والعادات والتقاليد وحُسن الضيافة التي بدورها تحولت من مجرد قيم عرفها من زار المملكة وأقام فيها إلى مشروعات «ثقافة الترحيب» في الوزارات ذات العلاقة.
وإذا كانت نداءات إعادة الاعتبار للأوزان السياسية رصدتها تقارير، ربما في كثير منها بعض البراغماتية، أو كانت بدافع إعادة التقييم، خاصة بعد ظهور قوائم التقييم للشركات المالية والاستراتيجية الكبرى، فإن الأهم هو رصد هذا الوزن السياسي من خلال الأبحاث والكتابات المحكمة الجادة، وكان آخرها ما كتبه مدير البحوث والتخطيط والتطوير في مركز الملك فيصل للبحوث، وهو من المراكز التي تحظى بمتابعة وتقدير كثير من الباحثين حول العالم ممن زاره كباحث مقيم أو تعاون معه؛ حيث كتب الخبير مكّي حامد ورقة مهمة في 30 صفحة بعنوان «لماذا يحتاج العالم إلى الشراكة مع السعودية»، وفيه رصد بالأرقام والتفاصيل الدقيقة لمساعدات المملكة العربية السعودية حول العالم، إضافة إلى فئاتِها وتوزيعها الجغرافي بحسب القطاعات التي وُجِّهت إليها، وقائمة البلدان التي تلقَّتها. وعلاوة على ذلك، تغطي الورقة مساعدات المملكة للدول النامية بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفي معظمها لم تحظَ بتغطيات إعلامية أو تنعكس على تقارير أرقام منصات المنح الدولية، وكانت هذه الدراسة فاتحة التوثيق الذي نحتاجه اليوم في عالم «الإعلام السيّار» الذي اختلف كثيراً في لغته وسلطته وتحوله إلى أسلحة حرب ورساميل سلام لإعادة مقاربته بشكل مختلف عن السائد، ولا أدلّ على ذلك من الصدى الكبير لمقابلة ولي العهد السعودي في الداخل والخارج.
الثابت والمتحول في السعودية هو حديث الساعة اليوم، والفضول الذي يعتري كثير من سكان العالم حول المملكة تحول إلى شغف بقراءة منجزها ما بعد الرؤية، بل الرهان عليه وتحويله إلى أنموذج أو محاولة استهدافه من دون جدوى، وحتى لا نقف عند التحولات التي كسرت كل الصور النمطية «Stereotypes» ونطمئن بالاعتزاز بالثابت، لا أدق من أن أختم بتصريحات ولي العهد الأخيرة: «لدينا في السعودية معتقدات وثوابت نحترمها ويحترمها الشعب السعودي، ومن واجبي كسعودي أن أناضل من أجلها».

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«رؤية 2030» وحديث ولي العهد «رؤية 2030» وحديث ولي العهد



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab