إرهاب ميليشيا الحوثي دلالات الاستهداف والتوقيت

إرهاب ميليشيا الحوثي: دلالات الاستهداف والتوقيت

إرهاب ميليشيا الحوثي: دلالات الاستهداف والتوقيت

 العرب اليوم -

إرهاب ميليشيا الحوثي دلالات الاستهداف والتوقيت

بقلم - يوسف الديني

صواريخ الحوثي التي أطلقت مؤخراً على العاصمة السعودية الرياض ومدن أخرى متاخمة للحد الجنوبي، هي انتحار لهذه الميليشيات وداعميها بكل تأكيد، مدفوعة بحلف الأزمات من دولة الملالي، وصولاً إلى إعلام التضليل الذي تتولى كبره قناة «الجزيرة» التي لم تنشغل تماماً بجائحة «كورونا» بقدر ما أنها تبحث عن كل شاردة وواردة، يمكن توظيفها ضد السعودية لتمريرها على نشرات الأخبار الرئيسية، خصوصاً أن هذا الحلف فشل في كل ملفاته الكبرى، وجاءت قضية «كورونا» وما تبعها من انكشاف لحالة فشل المؤسسات الأمنية والصحية والقدرة على إدارة الأزمات لتزيده رهقاً، بعد أن فشل في التجييش حتى بعد انضمام النظام السياسي الحاكم في تركيا إليه في قضايا تتصل بتسييس المواسم الدينية، ومحاولة الارتزاق بشعارات القضية الفلسطينية، التي كان آخرها أن تحاول ميليشيات الحوثي الزجّ بـ«حماس»، التي خسرت عمقها العربي والإسلامي، بعد انحيازها لخيارات الملالي، في محاولة لمزيد من خساراتها الأشبه بعمليات انتحارية على المستوى السياسي.

ما يهم في تشغيب الحوثي بصواريخه التي باتت تستهدف المدنيين وبشكل عشوائي، هو البحث عن دلالات التوقيت والاستهداف بعد أن أثبتت كل التقارير الدولية والغربية منها على الخصوص أن الميليشيات ليست إلا ذراعاً طيّعة لملالي طهران، تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تعثرات النظام الإيراني على المستوى الداخلي والخارجي، في مرحلة ما بعد «سليماني» التي تقتضي تفعيل الوكلاء والأذرع غير المبتورة كـ«حزب الله» والميليشيات الشيعية في العراق التي تعاني من حالة تراجع على مستوى الفاعلية، بينما تنشط ميليشيات الحوثي في استغلال شعارات المظلومية والاستثمار في أخطاء المجتمع الدولي في التعامل معها، في الشق المتصل بالعمل الإغاثي والإنساني والمفاوضات السياسية، وتوظيف ذلك في محاولة إنعاش قلب نظام ملالي طهران ومنح حزب الأزمات في المنطقة المزيد من الإحساس بالفاعلية المتوهمة، في محاولة للتأثير ولو من خلال الإرجاف على النجاحات السعودية على مستوى إدارة الأزمة في مسألة «كورونا»، وتقديم يد العون للمؤسسات الدولية أو من خلال النجاح الكبير في إدارة مجموعة العشرين رغم كل التحديّات.

قدرة ميليشيات الحوثي على القيام بالتشغيب عبر الصواريخ الإيرانية دافعها سياسي وليس عسكرياً، فهي تعلم أن الدفاعات السعودية تتعامل مع الاستهداف بجاهزية وتفوق كبيرين، إلا أن القيام بتلك العمليات عادة ما يترافق عقب كل حدث أو إنجاز سعودي على المستوى السياسي الإقليمي والدولي، أو حين يشتد الخناق على حزب الأزمات، وفي مقدمته نظام الملالي، وأما على المستوى الخاص فإن ميليشيات الحوثي لا تزال بسبب حالة الارتباك في المجتمع الدولي والدول الغربية الكبرى في قراءة الحالة اليمنية، وبالأخص تحوّلات ميليشيات الحوثي من طرف ولاعب سياسي، إبان الثورة على نظام صالح إلى ميليشيات وتنظيم إرهابي يستهدف اليمنيين قبل غيرهم، ويستفيد من إطالة الأزمة في اليمن لصالح أطراف خارجية في مقدمتها نظام طهران، وذلك من خلال توظيف ذلك الارتباك الدولي والتلكؤ في إعادة موضعة ميليشيات الحوثي كمنظمة إرهابية، والتعامل الجاد معها لا سيما مع إصرارها على رفض وتعطيل المفاوضات كل مرة، بهدف إطالة الأزمة والهروب من هزائمها على الأرض، ورفع شعارات المظلومية واستغلال الوقت لاستقطاب وتجنيد واستغلال أكبر قدر من الشباب والمراهقين والأطفال داخل اليمن بالترهيب والترغيب، وسياسات التعبئة الميليشياوية المعتمدة على الخطف والترويع والتلاعب واستغلال المعونات الإغاثية، وكان آخرها استغلال أزمة «كورونا».

وفي التفاصيل فإنَّ من أهم مفاتيح فهم تحرّكات الحوثي، واستهدافه للسعودية خصوصاً مع تأمل التوقيت ودلالات الاستهداف في كل عملية هو حرص الميليشيات على بقاء حالة «الدولة المنهارة» «اللادولة»، والاستفادة من عامل الوقت والمناطق التي تستحوذ عليها في التجنيد والاستثمار في اقتصادات الميليشيات، وهو ذات الأمر مع كل التنظيمات الإرهابية في استغلال مناطق التوتر والأزمات، واللعب على عامل الوقت، فالتنظيمات الإرهابية قد تختلف في الأهداف النهائية، لكنها تتوسل ذات الأساليب في الوصول بالحالة العامة إلى حالة اللادولة، ومن هنا يمكن أن نفهم استغلال الحوثي عبر صواريخه ومفرقعاته الإعلامية التي تفوقها ضخامة بفضل مكبرات الصوت للجزيرة وأخواتها، التي تحاول التشغيب على النجاحات السعودية وصعود مكانتها وتأثيرها، ليس على مستوى الإقليم، وإنما على المستوى الدولي عبر المحتوى الملتهب، وبذات التكنيك في اختيار التوقيت والاهتمام بالملفات السعودية التي باتت مادة ذات قيمة إعلامية مرتفعة بغض النظر عن مصداقية المضامين.

الأكيد أن اندفاع ميليشيات الحوثي وجنونها في نصرة إرادة الملالي، ومشروعها القائم على التحالف مع دول رعاية الأزمات يقدم أكبر خدمة للسعودية وعدالة قرارها الوجودي والتاريخي، المتمثل في «عاصفة الحزم» التي باتت محل تأييد القوى الدولية، بعد انكشاف التدخل الإيراني وأوهام المترددين حول نيات الميليشيات، فهذا الكيان لا علاقة له بالسياسة بقدر ما أنه كيان عسكري آيديولوجي عقائدي مستلَب الإرادة لصالح طهران، تستخدمه ولا تعتبره امتداداً حقيقياً، هي ميليشيات متطرفة انتهازية حلّت محل الجيش النظامي بسبب شره سياسي لحزب المؤتمر، الذي كان ينوي العودة إلى سدة الحكم، إلا أن الإشكالية الكبرى أن ميليشيات الحوثي، بسبب استغلال بعض الأصوات للحالة اليمنية الحرجة قبل عاصفة الحزم بفترة طويلة بسبب غياب الدولة، تحولت إلى ما يشبه الدولة، بعد أن تحالفت مع بعض القبائل بفعل قوة السلاح وفرض الأمر الواقع، والوصول إلى اقتصادات الميليشيات عبر الإتاوات وفرض الضرائب، حتى على قوافل الإغاثة الإنسانية ومرور مساعدات المنظمات الدولية، والتي يأتي معظمها من السعودية... الصورة في اليمن تنتقل إلى خيارات أسوأ ليس بسبب الحوثيين، وإنما بسبب الصورة عنهم، وعن الحالة في اليمن من قبل الأطراف الدولية، والتي لم تساعد المهمة السعودية لإرجاع اليمن إلى اليمنيين وشرعيتهم، والأكيد أيضاً أن أزمة الحوثيين هي مع اليمن وهي قبل أي شيء أزمة هويّة، لا يمكن فرضها على إرادة اليمنيين، وهي أزمة تاريخ سياسي لم تكن الميليشيات فيه مكوناً أساسياً أو فاعلاً في مسيرة الدولة اليمنية الحديثة، منذ ثورتها التأسيسية، فأزمة ميليشيات الحوثي مع اليمنيين قبل الشرعية، وقبل أي طرف آخر.

arabstoday

GMT 08:34 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الشباب والأحلام!

GMT 06:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 06:26 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يخشى "حزب الله"... بل يخشى إيران!

GMT 06:22 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نحن واللحظة الحاسمة

GMT 06:16 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... القول ما قالت «ندى» الجميلة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب ميليشيا الحوثي دلالات الاستهداف والتوقيت إرهاب ميليشيا الحوثي دلالات الاستهداف والتوقيت



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab