2023 نيتشه وزلازل الإرهاب والتطرف

2023... نيتشه وزلازل الإرهاب والتطرف!

2023... نيتشه وزلازل الإرهاب والتطرف!

 العرب اليوم -

2023 نيتشه وزلازل الإرهاب والتطرف

بقلم: يوسف الديني

صدرت عن الأمم المتحدة تقارير عدة عن وضعية الإرهاب والتطرف والراديكالية المسلّحة، من خلال التهديدات التي يتعرَّض إليها الجانب المهمل من كوكب الأرض، القارة السمراء التي تعيش حالة من إعادة التجنيد وانتشار الحركات الإرهابية والتنظيمات المسلحة بأساليب تمويل جديدة، وأسلحة متقدمة وتهديدات للسكان المحليين، وتجنيد للأجيال الشابّة، إضافة إلى خلق مناخات لاقتصادات موازية تنافس الدولة المهشمة.
التقرير صدر قبل أسابيع عن المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب ومكتب مكافحة الإرهاب وفريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات، وجاء في محتواه ما يستدعي التوقف طويلاً للباحثين والخبراء في مسألة حالة التطرف حول العالم، ومن ذلك الاعتراف بأن الهزيمة على الأرض أو فقدان مناطق السيطرة والنفوذ، أو ما يتم التعبير عنه بـ«سقوط معاقل»، لا يعني نهاية التهديد الذي تشكّله هذه الجماعات المتطرفة.
من المسائل العالقة التي تناولها التقرير مسألة بقاء تدفق الموارد المالية والتجنيد، وهناك أيضاً ما يمسّ الجانب الإنساني. وقد تجلى مؤخراً في معضلة التعامل مع الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا، خصوصاً في المناطق المعارضة للنظام، التي تعيش أوضاعاً مأساوية قاسية جداً، ولديها ما قبل الزلزال ملف عالق، وهو إعادة عائلات المقاتلين الأجانب وأطفالهم (بحدود 70 ألفاً فقط في الشمال السوري، وعشرات الآلاف من المقاتلين في السجون) إلى بلدانهم الأصلية، في ظل تردد وصلف بعض الدول الأوروبية في الاعتراف بالمشكلة، أو تحمّل مسؤولية الأفراد الذين ينتمون لها.
الإشكالية في مسألة مقاربة ملف عودة الإرهاب المسلح والتنظيمات المتطرفة، أن الأسئلة فيها تتجاهل مسألة أساسية جوهرية، وهي هل واقع هذه التنظيمات وقدرتها على اختراق البلدان سبب أم نتيجة؟! وفي هذه الحالة يمكن فهم المتغيرات حول ما يشبه «العود الأبدي» في تعبيرات الفيلسوف الألماني نيتشه، لكن من خلال انبعاث النشاط الإرهابي والعمل المسلح في كل مرة يتم إعلان نهايته، بسبب تجاهل كونه نتيجة لأسباب جوهرية على رأسها تراجع منطق الدولة، ومنسوب الاستقرار السياسي، والحد الأدنى من الاقتصاد الكفؤ القادر على تسيير حياة الناس ومعيشتهم، وقد لاحظنا تجول قادة الجماعات المسلحة في المناطق المنكوبة في سوريا، واستغلال حدث الزلزال في محاولة للعب دور السلطة، في حين أن الانتقادات للنظام ما زالت كبيرة على طريقة تعامله مع الأزمة، خصوصاً في مسألة مرور المساعدات الدولية وفتح المعابر.
التنظيمات تغير جلدها سريعاً بدءاً بملفات إعلان القياديين الجدد، «داعش» على سبيل المثال، من الهاشمي إلى القرشي، إضافة إلى البقاء على ملاءة مالية، رغم كل القيود الدولية على غسل الأموال والتحويلات، لا تزال كبيرة بسبب تقنيات الإتاوات، والاعتماد على الاقتصاد الموازي المحلي، إذ يقدر في «تنظيم داعش» للعام الحالي بنحو 60 مليون دولار، وهو الرقم الذي لا يشمل الحضور الكبير في العملات الرقمية المشفرة، الذي هرعت له أغلب التنظيمات الإرهابية، وتتعامل معه بشكل أساسي بسبب مرونته المصرفية العالية.
على مستوى السلاح، تحاول التنظيمات المسلحة والجماعات الإرهابية التي تتخذ من القارة الأفريقية مصدر إعادة انبعاث لها فهم التحولات الكبرى في توازنات الحروب، ومن يتابع اليوم المحتوى المنشور على منصات ومنتديات ومدونات «المتن المتطرف»، وهي أيضاً كثيرة ومنتشرة، وتتخذ مواقع بديلة وأخرى مشفرة، يدرك حجم حضور مسألة الدرونز والنقاش حول التسليح الجديد، والنقاشات حول هذا الموضوع.
المسائل الإنسانية أيضاً غائبة عن هذه التقارير الوظيفية إلى حد كبير، لكن الأزمات الكبرى التي يعيشها العالم، ومن بينها الكوارث الطبيعية تطرح أسئلة أخلاقية وإنسانية جادة حول المناطق المنكوبة، بسبب التحديات الطبيعية والمنكوبة، مرات بسبب سيطرة التنظيمات الإرهابية وهشاشة النظام، وغياب الاستقرار وانهيار الاقتصاد، حيث لا توجد رؤية واضحة أممية أو دولية لبرامج دعم ضحايا هذا الوضع من الأهالي والأبرياء من سكان تلك المناطق، الذين غالباً ما يكونون عُرضة للتجنيد القسري أو الطوعي، بسبب استمالتهم فكرياً أو مالياً، ومثل هذه الخطوة لا يمكن أن تتم من دون إعادة تفعيل رؤية دولية وإقليمية مبنية على التعاون والتكافل الذي رأينا بعضه في مسألة الزلزال، إلا أن عدم معالجة أوضاع تلك البيئات المهددة بالإرهاب في الظروف العادية، ينتج واقعاً مأساوياً وعبئاً إضافياً في أوقات الأزمات والكوارث، رأينا بعضه في إحجام كثير من المنظمات الإنسانية، وترددها في دخول مناطق التوتر؛ خوفاً على سلامة الأفراد من طواقمها الإغاثية، إضافة إلى انتشار الفوضى وسرقة المساعدات، والهروب من السجون الجماعية في أوقات الكوارث، وإعادة العجلة من جديد بسبب حالة الإهمال والتغاضي والسكوت الذي مع الوقت يحول مناطق كثيرة من العالم إلى بؤر انفجار وتصدير للأزمات متكرر، أشبه بذلك «العودة الأبدية» لنيتشه!

arabstoday

GMT 13:03 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

‏ المصدر الوحيد لنشر المعلومات “بقولو” !!

GMT 06:47 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

خيارات أخرى... بعد لقاء ترامب - عبدالله الثاني

GMT 06:43 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

قطبا العالم في الرياض

GMT 06:40 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

قمة السعودية ونظام عالمي جديد

GMT 06:39 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

العالم وإيران وبينهما نحن

GMT 06:35 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

تفويض عربي للرياض

GMT 06:33 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

«حزب الله»... المدني

GMT 06:32 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

باريس ــ ميونيخ... «ناتو» ولحظة الحقيقة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

2023 نيتشه وزلازل الإرهاب والتطرف 2023 نيتشه وزلازل الإرهاب والتطرف



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:02 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

أفضل الوجهات الشاطئية الرخيصة حول العالم
 العرب اليوم - أفضل الوجهات الشاطئية الرخيصة حول العالم

GMT 16:29 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

عبير صبري تكشف سبب اعتذارها عن شباب امرأة
 العرب اليوم - عبير صبري تكشف سبب اعتذارها عن شباب امرأة

GMT 00:57 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

عبد المجيد عبد الله يتعرض لأزمة صحية مفاجئة

GMT 17:09 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

النفط يرتفع بفعل تعطل الإمدادات من كازاخستان

GMT 00:51 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

إسرائيل تعلن تدمير أسلحة سورية في درعا

GMT 00:55 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

مشجعون يعتدون بالضرب على لاعب كرة قدم في إنجلترا

GMT 00:56 2025 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

الحصبة تتفشى في ولاية أميركية وتظهر في أخرى

GMT 17:48 2025 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

ياسمين صبري تخوض صراعاً شرساً في برومو "الأميرة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab