هل باتت ميليشيا الحوثي الأداة المفضلة لـ«الحرس الثوري»

هل باتت ميليشيا الحوثي الأداة المفضلة لـ«الحرس الثوري»؟!

هل باتت ميليشيا الحوثي الأداة المفضلة لـ«الحرس الثوري»؟!

 العرب اليوم -

هل باتت ميليشيا الحوثي الأداة المفضلة لـ«الحرس الثوري»

يوسف الديني
يقلم - يوسف الديني

على أثر الإخفاقات المتتالية لملالي طهران بعد تصفية قاسم سليماني، يمكن رصد التحركات الأولى لاستراتيجياتها التعويضية من خلال تفعيل أذرعها في المنطقة التي استثمرت فيها طويلاً، وتعاني تلك الأذرع كما طهران مصدّرة الثورة من حالة الارتباك والثورات المضادة من الكتل الموالية لها على المستوى الآيديولوجي، حيث تتعاظم الاحتجاجات في المناطق التابعة لسيطرة ميليشياتها الشيعية.

هذا السياق يرجّح أن يتم الاستثمار في تأزيم الحالة اليمنية، خصوصاً مع تردي الأوضاع المعيشية وموجات تجنيد الأطفال وزرع الألغام، والدافع الأكبر هو ارتباك المجتمع الدولي على مستوى المؤسسات والدول الفاعلة في الملف اليمني في تصنيف ميليشيا الحوثي كذراع لطهران لا كطرف نزاع سياسي، رغم كل التقارير التي تصدرها تلك المنظمات حول سلوك الميليشيا التدميري.

ومع ظهور نجم جديد في «الحرس الثوري» يقابله الآن تلميع لشخصية مقابلة في ميليشيا الحوثي، وهو عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم «أنصار الله» وقائد المنطقة المركزية، الذي يستعير في خطاباته ادعاءات الملالي بالنصر الإلهي، وآخرها ما ذكره عن معركة نهم بأنها من آيات الله التي ليس لها نظير بعد الحرب العالمية الثانية! هذه الوقاحة والادعاءات الكاذبة ما كان لها أن تمر لو أن ثمة إجماعاً دولياً على ضرورة إعادة تقييم الحالة اليمنية وفقاً لليقظة المدفوعة بمصالح اقتصادية وبراغماتية حول سلوك إيران، خصوصاً ما بعد مقتل سليماني وانفجار الأوضاع في العراق ولبنان رغم أن الوضع في اليمن أسوأ بكثير بشكل مضاعف الآن بسبب حالة اللامبالاة بسلوك ميليشيا الحوثي والضغط على التحالف الذي يسعى إلى الالتزام بكل الجهود السياسية أو ضوابط التحرّك العسكري وفقاً لتدخلات القوى الفاعلة.

حالة الارتباك في تقييم الوضع اليمني تستلزم حسماً دولياً لا سيما مع كثرة التقارير عن اندفاع ميليشيا الحوثي على أثر الخسائر على الأرض إلى زراعة المزيد من الألغام. وبحسب منظمة «رايتس رادار» في تقريرها عن ضحايا الألغام الحوثية في اليمن، فإن الأرقام في تزايد مهول وقصص الضحايا من المدنيين الذين يتساقطون بما وصفته بالسير في «حدائق الموت»، في إشارة إلى حالة زرع الألغام الفردية التي تعد الأكبر تاريخياً، وتتصدر مدينة تعز التي تعدّ شوكة في حلوق الشره الحوثي لتجريف اليمن قائمة أكثر المناطق تضرراً من الألغام التي راح ضحيتها أكثر من 700 مدني على مستوى 18 سنة، عدا الآلاف من الإعاقات الجسدية الناتجة عن تلك الألغام الحوثية، وهو ما حدا بالمنظمة لدعوة الميليشيا إلى تسليم خرائط الحقول والمناطق التي زرعتها بالألغام في اليمن خلال السنوات الماضية إلى الحكومة اليمنية وإلى الهيئات والبرامج العاملة في مجال نزع الألغام في اليمن. ودعت الحوثيين إلى التوقف عن زراعة الألغام بكل أشكالها وأحجامها، والكف عن صناعة العبوات الناسفة ومختلف أشكال المتفجرات، وتدمير مخزونها. كما دعت الأمم المتحدة إلى استخدام صلاحياتها في ممارسة الضغط الدولي على ميليشيا الحوثي.

الأكيد اليوم أن عناصر ميليشيا الحوثي باتوا الوكلاء الأكثر فاعلية لدولة الملالي والذراع المتوغلة في دماء اليمنيين، وهو ما نرى انعكاسه حتى على تصريحات قادة الملالي العسكريين، إذ قبل مدة قال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري، في كلمة له في أحد المراكز التعليمية التابعة لقوات «الحرس الثوري» نقلتها وكالة إرنا الإيرانية، إن جبهة المقاومة الإقليمية تضعف الولايات المتحدة والنظام الصهيوني يوماً تلو آخر، إذ وصل الشعب اليمني اليوم إلى حد الاكتفاء الذاتي في الدفاع عن نفسه. وأضاف متبجحاً أن «اليمنيين اليوم تمكنوا من إسقاط العديد من الطائرات الحديثة، وهذا بالطبع لأن علوم الثورة الإسلامية ودعمنا المعنوي كان وراءهم».

وبعيداً عن الدعم المعنوي الشعاراتي، فالعديد من التقارير أيضاً تتحدث عن حجم استثمارات ميليشيا الحوثي في البنوك الإيرانية من الأموال التي تم نهبها عام 2015. فبحسب تقرير سري لفريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي أن «عبد الملك الحوثي يستثمر أكثر من 30 مليار دولار في البنوك الإيرانية، تم نقلها على دفعات منذ عام 2015 عبر ميناء الحديدة».

ولسنا بحاجة إلى تأكيد استراتيجية الملالي للخروج من مأزق مقتل سليماني عبر تفعيل ذراعها في اليمن، لكن تجدر الإشارة إلى أن خليفة قاسمي العميد إسماعيل قاآني قائد «فيلق القدس» الحالي ورغم سيرته المحدودة فإنه كان المسؤول الأبرز في التعاون مع ميليشيا الحوثي بعد أن كان سابقاً مسؤول نشاطات «الحرس الثوري» في أفغانستان وباكستان والجمهوريات الآسيوية.

والحال أنه لا يمكن فكّ الارتباط اليوم بين الضغط على سلوك دولة الملالي من قبل المجتمع الدولي والدول الأوروبية وغض الطرف عن ذراعها المرشح لأن يكون الأكثر فاعلية لإنعاش قلب طهران الثوري... ومنذ لحظة الانقضاض على الشرعية اليمنية توالت الدعوات من السعودية ودول التحالف على ضرورة موضعة ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، فما كان ملّحاً بالأمس بسبب البحث عن حل للمأساة في اليمن بات اليوم ضرورة لا يمكن القفز عليها بادعاءات ومناورات سياسية وحقوقية.

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل باتت ميليشيا الحوثي الأداة المفضلة لـ«الحرس الثوري» هل باتت ميليشيا الحوثي الأداة المفضلة لـ«الحرس الثوري»



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 19:17 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار
 العرب اليوم - السيسي يستقبل البرهان ويؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:49 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل
 العرب اليوم - نتنياهو يحدد 3 مفاتيح لاستعادة الأمن في شمال إسرائيل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab