حاكم المطيري و«الإخوان» زواج مؤقت وخلع قسري

حاكم المطيري و«الإخوان»: زواج مؤقت وخلع قسري!

حاكم المطيري و«الإخوان»: زواج مؤقت وخلع قسري!

 العرب اليوم -

حاكم المطيري و«الإخوان» زواج مؤقت وخلع قسري

بقلم - يوسف الديني

حاكم بيسان المطيري، أو إذا صح لنا القول وصفه بأنه «أبو محمد المقدسي الخليجي»، المتشابهان في تبني آيديولوجيا الجهادية السلفية والأفكار التكفيرية، والتأثير النافذ على مستوى الفتوى والتأليف على الكوادر الإرهابية، هما قنطرة «الإخوان المسلمين» في استثمار الكوادر المتطرفة التي لا تتحمل ألاعيب «الإخوان» وتلونهم، وتريد المواجهة الصريحة لذلك تستغلها الجماعة وتصدرها، لكنها حين ينتهي دورها أو تضطر إلى دفع فاتورة أقوالها وأفعالها المتلبسة بصلف الخوارج القدماء، سرعان ما تنفض عنها الجماعة، ولا يبقى لها سوى أتباع قليلين يتفرقون شذرَ مذرَ، كما هو الحال بعد أن اختار المطيري الهجرة إلى إسطنبول بتركيا الخلافة الافتراضية التي يحاول حزب العدالة والتنمية وإردوغان استغلال فلول الإرهابيين والمتطرفين والمقاتلين والمجندين الجدد أن يعبروها بدعم مالي وإعلامي من نظام قطر، الذي استحال إلى مجرد قناة صاخبة بالمحتوى التضليلي ومحطة لجباية ثروات الشعب القطري من قبل المستثمرين في التطرف والإرهاب، من كل بحسب جهوده في صناعة الفوضى، وإلى كل، بحسب قدرته على استهداف استقرار البلدان، على رأسها السعودية.
برز اسم حاكم المطيري ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنتها المملكة والإمارات ومصر والبحرين، التي لم تتوان المملكة في ضم الجماعات والتنظيمات المتطرفة، كما هي الشخصيات، بغض النظر عن انتماءاتها، أو تحسسّ بعض الدول من هذه الحرب الشرسة التي أعلنتها رؤية الأمير محمد بن سلمان، التي هي مسألة وجودية بالنسبة للأجيال الجديدة الطامحة لمستقبل أفضل ممن يمثلهم الأمير ولي العهد، الذي أشعل الحرائق في أقبية التطرف والانتهازية السياسية، كان حاكم هو كارت «الإخوان» الذي يراهنون عليه بعد تبنيه في دعم «مؤتمر الأمة»، اللعبة الشعاراتية التي يتقنها «الإخوان»، في محاولة القفز على منطق الدولة واستعادة حلم الأستاذية بأفكار شمولية ساذجة سياسياً، ولكنها سامة على المستوى الآيديولوجي والعقائدي، وما يتبعها من تجنيد للأجيال الشابة بكل الطرق الممكنة، ووسائل الوصول السهلة مع صعود منصات التواصل الاجتماعي والعالم الرقمي الموازي، «مؤتمر الأمة» عقد أول لقاء له عام 2009، وحينها أعلن المطيري تسبيب إنشائه بسقوط بغداد 2003، لتصبح شعار الاستقطاب الجديد بعد تحولات ومنافسات على الاتجار بالقضية الفلسطينية، لكن الخطاب التكفيري يدرك أن أفضل وسائل التجنيد هو التصادم المباشر مع الوجود الأميركي والتداخل مع الملالي والإسلام السياسي في أرض يمكن صناعة الفوضى فيها، مع بقاء شعارات القدس والأقصى كهدف نهائي خلاصي في المعركة الأخيرة القيامية، وهو بعبارة دنيوية إراحة إسرائيل من تلك الأعباء بعد أن قرر الراديكاليون في لحظة تحولات تنظيم «القاعدة» خلق مفهوم «العدو القريب»، وهو نحن العالم الإسلامي والعربي، وفي مقدمته السعودية، كهدف أساسي لمعركتهم التطهيرية بأفكار تكفيرية.
أدبيات ما تمخضت عنه توصيات المؤتمر الذي عكس تحالفاً إخوانياً/ تكفيرياً، برعاية أنظمة صناعة الأزمات وإعلامها، هو التخلص من الاستعمار والاستبداد وإطلاق منتجات محتوى هدفها النهائي خلق دعاية إثبات وجود وقوة وتجنيد البسطاء بدعوى بث ما وصفه المطيري ببث الوعي الفكري والسياسي من جديد، في إشارة إلى مناخ التسييس الانقلابي الذي صنعته الصحوة في حرب الخليج في التسعينات، حينها كان الخطاب أكثر مواربة في التفريق بين «علماء الواقع، وعلماء الشريعة»!
حاكم المطيري الذي تبنته قناة «الجزيرة» وقطر واحتضنه إردوغان، ويحاول اليوم «الإخوان» التخلي عنه، والقفز من قاربه الذي اصطدم بخيمة القذافي الذي أصدر القرضاوي الرمز الأول فتوى بإهدار دمه على الهواء مباشرة في قناة «الجزيرة»، بينما خصّه حاكم المطيري وآخرون من خيمة القذافي ينسلون بالمباحثات حول مشروع استهداف وإسقاط نظام الحكم في السعودية، هو الشخص ذاته الذي دافع بقوة عن العمليات الانتحارية، وتسبب في سجنه حين استهدف السعودية بخطابه التكفيري ولا يزال مع كل مناسبة، بما فيها جائحة «كورونا»، التي اعتبر فيها إجراءات الحجز وتعليق الصلاة في المساجد لأسباب صحية هو من الشرك بالله وعبادة الطاغوت!
قصّة «الإخوان» وتحالفهم مع الكروت المحترقة في الخليج قصة كبيرة، خصوصاً مع الجهاديين السابقين أو المنظرين للفكر التكفيري الذين يقيمون في عواصم تتناقض مع شعاراتهم التطهرية؛ من إسطنبول إلى لندن، وتحالفهم مع شخصيات سياسية يمرقون من مفهومهم للإسلام؛ من معمّر القذافي إلى الشيخ حمد بن خليفة، وصولاً إلى إردوغان.
مبارك الدويلة مهرج «الإخوان» السياسي في الكويت كان شريكاً للمطيري في مباحثات القذافي، تباكى قبل سنوات على اللحمة الخليجية، وانكشاف المشروع الإخواني في المنطقة، مدعياً أنهم لم يطلقوا رصاصة واحدة تجاه أحد، وإذا سلمنا بهذا الزعم الأوسع بحاجة من اعتذاراته عن لقاء العقيد الليبي، فإن الرصاصات المسمومة انطلقت في الأذهان منذ اللحظات الأولى لأطماع المقطّم من أبناء المرشد، ومنذ ذلك الوقت جهدت الجماعة على توظيف كل أحد، واستخدامه ليكونوا جنوداً بالأصالة أو التبعية للضغط على الزناد!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاكم المطيري و«الإخوان» زواج مؤقت وخلع قسري حاكم المطيري و«الإخوان» زواج مؤقت وخلع قسري



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab