أسعار النفط في ظل حروب الشرق الأوسط العشر

أسعار النفط في ظل حروب الشرق الأوسط العشر

أسعار النفط في ظل حروب الشرق الأوسط العشر

 العرب اليوم -

أسعار النفط في ظل حروب الشرق الأوسط العشر

بقلم - وليد خدوري

نشبت نحو 10 معارك في الشرق الأوسط منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فانطلقت معركة غزة في اليوم التالي، واندلعت منذ 8 أكتوبر حرب ما بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، معظمها على طرفي حدود البلدين. وأطلقت حركة «حماس» عشرات الصواريخ على تل أبيب. كما قصفت الميليشيات الموالية لإيران قواعد عسكرية أميركية في العراق وشرق سوريا، بالإضافة إلى هجمات أميركية على قواعد الميليشيات الموالية لإيران في شرق سوريا، في الوقت نفسه الذي تهاجم فيه إسرائيل مطاري دمشق وحلب باستمرار. وأطلق «الحرس الثوري» الإيراني صواريخ باليستية على منازل في إربيل، وبلوشستان، وباكستان، في يوم واحد ولأسباب «أمنية» داخلية أو خارجية. وهناك حروب أخرى سبقت «طوفان الأقصى» ولا تزال جارية: الاحتلال التركي لشمال سوريا، والصراع في ليبيا، والحرب الداخلية في السودان.

وقد جرى منذ أول قصف للحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تسجيل أكثر من 30 هجوماً على البواخر التجارية والبوارج العسكرية والناقلات النفطية، مهددين فيها الملاحة التجارية والنفطية في مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب. وقد شكلت هذه الهجمات تحدياً كبيراً للأسطولين الأميركي والبريطاني في المنطقة. ورغم أن البيانات الحوثية الأولى ذكرت أنها تستهدف سفناً إسرائيلية أو تلك المتجهة والقادمة من وإلى إسرائيل، فقد جرى اعتراض ناقلة عراقية تحمل نفطاً عراقياً في بحر العرب، ما يعني توسيع أهداف الحملة رداً على الحرب في غزة. هذا بالإضافة إلى توسيع رقعة التهديدات لتشمل بحر العرب، ولاحقاً مهاجمة سفينة تجارية تبحر في المحيط الهندي.

ردت الطائرات الأميركية والبريطانية على هذه الهجمات، مستهدفة مواقع محددة للحوثيين، متجنبة إصابة أعداد كبيرة من المدنيين في محافظات اليمن الخمس التي قُصفت. وقد شكّلت هذه الهجمات توجيه رسالة إلى إيران وحلفائها في المنطقة حول «قواعد الحرب» هذه.

وقد استطاعت إيران، مصدر الصواريخ والمعدات اللوجيستية للحوثيين، تحديد مواقع البواخر والناقلات المستهدفة، وأن تستدرج الولايات المتحدة إلى معركة مهمة مع فصيل عربي موالٍ لها يعمل على أرض عربية، بعيداً عن الأراضي الإيرانية.

هذا ما يشكل جزءاً من المحاولة الإيرانية في تغيير ميزان القوى بين طهران وواشنطن في معاركها هذه، قوى كبرى وقوى إقليمية مهمة، دون المنازلة المباشرة بينهما، وخصوصاً بعيداً عن أراضي الثانية، تمهيداً لخلق وضع جيواستراتيجي جديد مستقبلاً تستطيع من خلاله إيران بعد استعادة قوتها اقتصادياً وعسكرياً في بسط نفوذها في شرق أوسط جديد.

أدت أزمة البحر الأحمر إلى تهديد أسواق الطاقة العالمية، وتهديد استقرار تجارة النفط العالمية، وازدادت المخاوف من الآثار السلبية المترتبة على اضطرار استعمال الطريق البحرية عبر رأس الرجاء الصالح المحاذي لجنوب أفريقيا إلى إثارة مخاوف أخرى من عدم توافر الإمكانات اللازمة في موانئ شرق وغرب أفريقيا في تزويد الأعداد الكبيرة من البواخر بالوقود، ناهيك عن توفير الخدمات الفنية اللازمة في هذه الرحلة الطويلة التي تزيد ملاحة هذه السفن أسبوعين تقريباً على الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس.

والمتوقع أن تزداد تكاليف هذه الرحلات الأطول، بإضافة زيادة قيمة بوالص تأمين الشحن البحري، حيث زادت قيمة إحدى البوالص 300 في المائة بوصفها بوليصة تأمين في ساحة حرب، الأمر الذي ستترتب عليه زيادة في أسعار البضائع والوقود لاحقاً، ما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع معدلات التضخم، وإلحاق أضرار بسلسلة الإمدادات الاقتصادية العالمية تدريجياً.

ومن اللافت للنظر، أن أسعار النفط الخام قد حافظت على استقرارها طوال هذه الفترة؛ فقد تراوحت أسعار خام «برنت» في نطاق ضيق ما بين 75 - 79 دولاراً، متراوحاً نحو 2 في المائة. ويعود السبب الرئيسي لذلك إلى توافر إمدادات وتخزينات وافية، دون أي ظاهرة لنقص في الإمدادات.

والمهم في هذا المجال أيضاً، هو أن التأخير الحاصل في الشحن البحري عبر رأس الرجاء الصالح، لن تتبين انعكاساته إلا بعد أسابيع معدودة من الأزمة، وذلك عندما تنزل البضاعة الجديدة في الأسواق.

في الحالة النفطية، تلجأ الدول المنتجة والشركات النفطية إلى تبني خطط الطوارئ المتوافرة لهذه الحالات، كاللجوء إلى السحب من المخازن، أو زيادة الصادرات.

ومن الملاحظ أنه مع ازدياد أهمية الأسواق النفطية الآسيوية وعدم تأثر شحناتها بالإبحار عبر مضيق باب المندب، فإن أسعار النفط في آسيا قد حافظت على معدلاتها، بل انخفضت خلال الأسابيع الأخيرة. فأسعار الغاز المسال في الأسواق الآسيوية قد انخفضت إلى مستوى متدنٍّ لها، أقل من 10 دولارات لمليون وحدة حرارية بريطانية، وهو أقل سعر للغاز المسال في الأسواق الآسيوية منذ 8 شهور. الأمر الذي يعني أن المناخ المعتدل في آسيا والمخزون الوافي هناك للغاز قد لعبا دوراً مهماً للتغطية على الأزمات البحرية الأخيرة.

وانخفضت أيضاً أسعار النفط الخام في الأسواق الآسيوية متأرجحة ما بين ضغوط الاضطرابات الملاحية من جهة وتحسن النمو الاقتصادي في الصين ودول أخرى. كما أخذت الأسواق في الحسبان أن الحوادث الأمنية الأخيرة لم ينجم عنها أي إغلاق للإنتاج في المنطقة؛ فالانقطاعان الرئيسيان للإنتاج في العالم مؤخراً هما في ليبيا، وحقول ولاية «نورث داكوتا» الأميركية، هذه الولاية التي تشكل ثالث أكبر إنتاج نفطي في الولايات المتحدة، حيث توقف إنتاج نحو 700 ألف برميل يومياً جله من النفط الصخري، أو أكثر من نصف إنتاج الولاية.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسعار النفط في ظل حروب الشرق الأوسط العشر أسعار النفط في ظل حروب الشرق الأوسط العشر



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab