بقلم - حمد الماجد
في مقاله الأخير «الحرب مع إيران: الاحتمال الأقرب»، قال الزميل عبد الرحمن الراشد: «أرى أننا، في المنطقة، سندخل مكرهين في حرب مباشرة مع إيران، وعلينا أن نفكر دفاعياً لليوم الصعب»، وفي تقديري أننا قبل أن نقرر الدخول في هذه الحرب يجب على دول المنطقة المستهدفة من إيران، أن تتفقد تماسك جبهتها وقوة علاقاتها وجودة تنسيقها، لأن إيران الخمينية تلعب على وتر خلخلة جبهات خصومها وقد قطعت شوطاً كبيراً في تحقيق هذه الغاية، فالخلافات بين دول المنطقة تمثل إكسير الحياة للتمدد الإيراني، فتمارس إيران لعبتها بين تناقضات وخلافات الدول المستهدفة، ولهذا خطت السعودية خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح حين غيرت تكتيكاتها فأقدمت على «تصفير» الخلافات مع دول المنطقة عربيها وعجمها، ولا ريب أن السعودية بثقلها الديني والاقتصادي والجيوسياسي هي الأقدر على قيادة دول المنطقة. وهذا يتطلب منها التقدم بخطوة أخرى نحو تأسيس تحالف أو تحالفات تضع عصاً غليظة في دولاب التمدد الإيراني ذي الطموح الجموح.
ثمة أمر آخر يجب على الدول العربية الالتفات إليه ومراجعته قبل الإقدام على القتال وهو كره لنا، ألا وهو العمل على هز الاقتصاد الإيراني وخلخلته كبحاً للجموح الإيراني.
ومما يجب على عدد من دول المنطقة الانتباه إليه ونحن بصدد الحديث عن منازلة إيران المحتملة، هو إيقاظ غفوة الدول والأحزاب والتجمعات في المنطقة التي لا تزال تعاني من غبش في رؤية البعد الآيديولوجي الطائفي في كل التحركات الإيرانية، ومن المؤسف أن هؤلاء الغافلين يرمون من يحذر من البعد الآيديولوجي الطائفي للتحركات الإيرانية بأن هذا التحذير أيضاً إذكاء للطائفية، وهذه سذاجة استغلتها إيران بمكرها الكُبَّار، وغلفتها بشعارات القضية الفلسطينية و«زوقتها» بمفردات المقاومة و«فيلق القدس»، ولا بد من دعم التحالف ضد الحوثي، الوكيل الحصري لإيران في اليمن، فالصراع، في الحقيقة ليس صراعاً طائفياً، بل مدافعة للطائفية الخمينية التي تريد التغلغل إلى دولنا.