قمة الرياض أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

قمة الرياض: أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

 العرب اليوم -

قمة الرياض أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين

بقلم : سام منسى

 

تعجّ وسائل الإعلام بالتوقعات والتحاليل بشأن السياسة المرتقبة للإدارة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط، ويصب أغلبها في خانة التمنيات، وفق الهوى السياسي المؤيد لتوجهاتها أو المختلف معها. تشي التعيينات في مناصب رئيسة، التي أعلن عنها الرئيس المنتخب دونالد ترمب حتى الآن، إلى توجهه لاختيار الصقور والأصدقاء المخلصين له الذين يأمن لهم. الأسماء المقترحة أكثر تشدداً من ترمب نفسه، ويبقى مدى تأثره بهم من التكهنات بالنظر إلى شخصيته، وصعوبة توقع قراراته ومواقفه.

بالنسبة إلى المنطقة، ما يميز فريق عمل ترمب هذا، تشدده حيال إيران، يقابله تأييد مطلق لإسرائيل، ما يمنح بنيامين نتنياهو مساحة كافية لإكمال حَربَيه في غزة ولبنان، منتهزاً مرحلة انتقال السلطة، حتى 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، قبل مراعاة الرغبة التي أعلنها ترمب بإنهاء الحروب والنزاعات الدائرة قبل هذا الموعد.

المخاطر المتأتية عن إفادة نتنياهو من المرحلة الانتقالية عززتها حال الإحباط التي تسود الإدارة الحالية بعد الخسارة المدوية التي مُنيت بها أمام تسونامي ترمب والجمهوريين، والذي طال مجلسي الكونغرس، الشيوخ والنواب. هذا الإحباط سيعطل أي قدرة على لجم مغامرات نتنياهو في غزة ولبنان.

إقدام نتنياهو على مهاجمة إيران وارد رغم عواقبه، خصوصاً أن استمرار حربيه ضد غزة ولبنان بات دون أفق واضح للأهداف المطلوبة. فحرب غزة بلغت أوجها مع تفكيك حركة «حماس» وجعل القطاع شبه غير قابل للحياة، والحرب على «حزب الله» دمرت القسم الأكبر من قدراته العسكرية ودمرت أكثر من ثلث مساحة لبنان وهَجَّرت أكثر من مليون نسمة من الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية. ماذا يريد نتنياهو أكثر؟ حماية إسرائيل عنوان فضفاض استغله حتى آخر قطرة، وباتت عملياته العسكرية عبارة عن عقاب جماعي ليس إلا.

هل ترمب وفريق عمله سيغضان النظر عن المغامرات الإسرائيلية المتوقعة أم سيلجمان تهور نتنياهو وحكومته؟ كفة الميزان تنحو باتجاه الخيار الأول.

مقابل ذلك، حملت قمة الدول العربية والإسلامية التي عُقدت الأسبوع الماضي في الرياض، أكثر من رسالة إلى واشنطن وإسرائيل، تعبر جميعها ودون لبس عن غضب شديد من الممارسات الإسرائيلية المتمادية والمفرطة عسكرياً، بلغت حد الدعوة إلى تجميد عضوية إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. رفضت القمة دون مواربة ضرب إيران، مع ضرورة «إلزام إسرائيل باحترام سيادة إيران وعدم مهاجمة أراضيها»، كما قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. الرسالة الأهم هي التمسك بحل الدولتين، الذي عدّته القمة المدخل الرئيس لاستقرار الإقليم، وما تشديدها على عدم إصدار مقررات بشأن غزة سوى إعلاء لحصرية مسؤولية هذا الملف على السلطة الوطنية الفلسطينية بحسب وزير خارجية المملكة. تسليط الضوء على دور السلطة الوطنية ينزع كل شرعية عن التسويات بشأن اليوم التالي في غزة، التي تغفل هذا الدور، وعن كل محاولات طمس قيام دولة فلسطينية. ونشير هنا إلى حديث الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن إعادة فرض إسرائيل سيادتها على الضفة الغربية، مضيفاً، سعيه «إلى قرار حكومي يؤكد أن إسرائيل ستعمل مع إدارة ترمب والمجتمع الدولي؛ لتطبيق السيادة وتحقيق الاعتراف الأميركي».

لا شك أن موضوع قيام دولة فلسطينية سيؤدي إلى تباينات مع إدارة ترمب. الخشية هي العودة إلى الحلول المستندة إلى تحسين أحوال الفلسطينيين اقتصادياً وحياتياً، وإنكار حق إنشاء دولة فلسطينية مستقلة منزوعة السلاح، تعيش بسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل. هذه الإشكالية المحتملة مع الإدارة الجديدة ستكون العقبة الرئيسة أمام توسيع التطبيع العربي - الإسرائيلي المفترض أن يؤدي إلى سلام دائم وعادل بالمنطقة، يبشر بمرحلة ازدهار وتقدم على الصعد كافة.

التباين بشأن الموقف من حل الدولتين لا يعني أن الإدارة الجديدة غير جادة في نيتها وقف الحروب والنزاعات، ولعلها قادرة على إنجاز تسويات وتفاهمات بشأن أكثر من قضية، منها ما يطال أمن المنطقة. المهم أن تكون حلول هذه النزاعات قابلة للحياة، ومستدامة، وعادلة، وليست على حساب جهة دون أخرى.

الحلول المفروضة بالقوة أو التجميلية أو الهادفة إلى إرضاء القوي على حساب الضعيف وحقوقه، ستولد حروباً جديدة قد تكون أشد هولاً وشراسة من التي سبقتها. بيان قمة الرياض يحذر من الحلول المجتزئة، ويدعو بصريح العبارة إلى حل النزاعات عبر السلام العادل والدائم، الأمل أن تلاقي واشنطن هذه الدعوة لأنها الأكثر قدرة على القيام بهذه المهمة الشاقة، شرط أن تستعمل عدسات أميركية لا إسرائيلية.

arabstoday

GMT 19:33 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

لا لتعريب الطب

GMT 19:29 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

اللبنانيون واستقبال الجديد

GMT 14:05 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

شاعر الإسلام

GMT 14:02 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الإرهاب الأخضر أو «الخمير الخضر»

GMT 14:00 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!

GMT 13:56 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

حذارِ تفويت الفرصة وكسر آمال اللبنانيين!

GMT 13:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أين مقبرة كليوبترا ومارك أنطوني؟

GMT 13:52 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نفط ليبيا في مهب النهب والإهدار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة الرياض أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين قمة الرياض أمن الإقليم مرتكزه حل الدولتين



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab